تتوالى الكوارث الطبيعية على اليابان، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب بلاد الشمس المشرقة والذي ترافق مع امواج التسونامي المتجاوزة عشرة أمتار في الطول، جاء الدور على احتمال تعرض المنطقة الى إشعاع نووي، يذهب البعض لتشبيهه لما حدث قبل عقود في تشرنوبيل بروسيا· والحال أن اليابان التي لم تنته بعد من تعداد ضحايا الزلزال والتسونامي، بدأت تدرس احتمالات وقوع كارثة قد تكون أكبر من الزلزال ومن التسونامي، في إشارة الى احتمال انتشار الاشعاع النووي وأن يمتد لمناطق واسعة وذلك مع الأخبار المؤكدة لوقوع انفجار في المفاعل الاول من المحطة النووية الاولى في منطقة فوكوشيما، الواقعة بشمال شرق، وقد أدى هذا الانفجار الى انهيار قسم من المبنى الموجود فيه المفاعل·الأخطر من الانفجار ومن الانهيار أن المعلومات تشير الى انصهار الأنابيب المعدنية، ما يعني تسريب المواد الكيميائية، وما زاد هذا الاحتمال الأخبار المؤكدة لتضرر نظام التبريد في المحطة، كل هذه المعطيات باتت تشير الى ارتفاع احتمال انتشار إشعاعات نووية· هذا في الوقت الذي تؤكد فيه لجنة الأمن النووي اليابانية أن تم تسجيل نشاط إشعاعي في المنطقة، غير أنها تستبعد أن يكون له تأثيرات سلبية على الحياة البشرية، مشيرة الى أنها ستباشر في اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحد من المخاطر على الأفراد· فقد أوردت اوكالة الأمن النووي والصناعيب أنه حتى في حال تسرب مواد إشعاعية في الجو فإن الكمية من المتوقع أن تكون بسيطة وللغاية، وأن سلامة السكان الذين تم إجلاؤهم ضمن منطقة نصف قطرها عشرة كيلومترات جرى تأمينها· تأتي هذه المخاوف من احتمال تسرب وانتشار الإشعاع النووي في الوقت الذي تواصل فيه اليابان في تعداد الحصيلة المؤقتة لضحايا الزلزال والتسونامي، فقد تأكد لحد الأن موت أكثر من ألف ياباني من جراء الزلزال، في حين أن الحصيلة النهائية المرجحة للارتفاع بفعل أمواج التسونامي التي جرفت في طريقها العديد من المناطق السكنية· والحال أن السلطات اليابانية أكدت أن عددا من القرى الساحلية اندثرت تحت مياه الأمواج التي جاوزت عشرة أمتار، التي غطت مدينة سينداي شمال شرق اليابان· وقد قدر الخبراء أن اليابان التي تعد من الدول الأكثر عرضة للزلازل نجحت في تقليص حجم الخسائر بفضل التحضيرات التي كانت توفرها للسكان من جهة وبفضل البناءات المشيدة وفقا للمعايير الزلزالية من جهة أخرى· غير ان درجة الزلزال التي قاربت 9 على سلم ريشتر تعد من أخطر الزلازل التي شهدتها الانسانية، بهذا الخصوص أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، ان الزلزال وامواج التسونامي اشكلت كارثة وطنية غير مسبوقةب في تاريخ اليابان، لدرجة دفعت بالبلاد الى مطالبة المجتمع الدولي بتقديم يد المساعدة من أجل مواجهة تبعات هذه الكارثة الطبيعية· وبالفعل فقد سارعت كل من الولاياتالمتحدة وأستراليا بتقديم يد العون من خلال عناصر الجيش في محاولة لإعادة الأمن والتكفل بضحايا هذه الكارثة المقدر عددهم بمئات الألاف· ضحايا الكارثة الطبيعية بالأرقام أكثر من 1500 قتيل جراء الزلزال والتسونامي في حصيلة مؤقتة أكثر من 10 الاف شخص من سكان المدن الساحلية مفقودين أكثر من 215 الف شخص في الملاجئ تدمير أكثر من 3400 مسكن·