أعلنت اللجنة المصرية العليا المشرفة على التعديلات الدستورية رسمياً أن جميع اللجان الفرعية بجميع محافظات البلاد وعددها 43 ألفاً و59 لجنة موزعة على 12,728 مقر انتهت من عملية الفرز، وتم تسليم جميع الأوراق والنتائج إلى اللجان العامة بمقار المحاكم الجزئية والابتدائية، وعددها 350 لجنة جمعت بدورها عدد الأصوات الصحيحة والباطلة وفرغتها بالكشوف المعدة لهذا الغرض وسلمتها إلى اللجنة القضائية بكل محافظة· وحسب ذات المصدر، فإن عدد المشاركين في التصويت قد بلغ رقما غير مسبوق، حيث تجاوز عدد المشاركين 16 مليون مصوت· من جهته، أكد اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع المصري للشؤون القانونية أنه من المقرر أن يصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة فور إعلان نتائج الإستفتاء على التعديلات الدستورية، إعلانا دستوريا بشأن تنظيم العمل في الفترة المقبلة، موضحا أن تفاصيل الإعلان ''تتوقف على ما سوف تسفر عنه نتائج الإستفتاء''· وأضاف شاهين في تصريحات صحفية ''إذا خرجت النتيجة بنعم، فسوف تكون المواد المعدلة هي أساس العمل خلال الفترة المقبلة، على أن يتم بعدها تحديد مواعيد انتخابات مجلسي الشعب والشورى والإنتخابات الرئاسية· وأشار إلى أن المواد المعدلة سيتم وضعها في مضمون الإعلان الدستوري الجديد عقب ظهور النتيجة· وأضاف شاهين ''وفي حالة الإستفتاء بلا، فهذا يعني أن الشعب رفض التعديلات، والقوات المسلحة لديها تصور آخر يتمثل في إعلان دستوري يتضمن إنشاء أحكام عامة خلال فترة انتقالية وليس دستورا جديدا''· وقال إنه في هذه الحالة سيجتمع رئيس الجمهورية ورئيسا مجلس الشعب والشورى لصياغة دستور جديد خلال فترة محددة حسب قوله· وفي الإطار ذاته، أكد عدد من الخبراء العسكريين أن القوات المسلحة ستظل باقية لإدارة شؤون مصر لفترة قد تصل إلى عامين في حالة خروج نتيجة التصويت ب ''لا''· وصف عدد من الخبراء السياسيين، الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بأنه أول تجربة حقيقية للديمقراطية تخوضها مصر، مضيفين أن ما حدث أمر لم يكن له أي مثيل في كافة العهود السابقة، وأكدوا أن العملية شابها أيضا عدد من التجاوزات· الدكتور ضياء رشوان الخبير السياسي بمركز الأهرام أكد أن ما حدث، أمس، من مشاركة واسعة من ظاهرة إيجابية لم تشهدها مصر في أي عهد من العهود السابقة، منتقدا استخدام الشعارات الدينية خلال الاستفتاء والتي أثرت على النتيجة وجعلت الكثيرين يصوتون ب ''نعم''· وكشف رشوان أن 60% من المواطنين الذين أدلوا برأيهم، أمس، خلال الاستفتاء لم يكن لتحديد موقفهم من الاستفتاء ''الذين لا يعرفون مضمونه'' - على حد قوله - بعد بل تأكيدا على حقهم الذى تم سلبه خلال عهد النظام السابق، الذى رسخ في عقولهم التصويت ب ''نعم''· فيما أبدى رشوان قلقه من تكرار بعض التجاوزات التي شهدها الاستفتاء خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي من المتوقع أن تكون أقوى انتخابات برلمانية تشهدها مصر بعد انتهاء النظام السابق· واقترح رشوان لحماية الانتخابات البرلمانية المقبلة من تدخل الشعارات الدينية، وضع تشريع قانوني يمنع استخدام أي من تلك الشعارات خلال الدعاية·