منتصف التسعينيات والعشرية الماضية إلا أن حي 8 ماي الواقع بأقصى شمال-شرق المدينة، وحي 19مارس الواقع في أقصى الجنوب-الغربي منها، إلا أنهما يفتقران كلية لكل ما هو عصري، فلا تهيئة هناك ولا ساحات خضراء ولا حتى إنارة عمومية، ناهيك عن النقص الفادح في الماء الشروب وبدرجة أكثر حدة على مستوى حي 8 ماي· على الرغم من أنهما أنجزا بين سكان هذا الحي يواجهون نقائص عديدة جعلتهم يحسون بمرارة العيش ويفكرون في ترك منازلهم باتجاه أحياء أخرى تتوفر على شروط وضروريات الحياة الكريمة· وحسب عدد منهم فإن معاناتهم من نقص الماء الشروب تعد واحدة من أكبر المشاكل العالقة، حيث يضطرون لاستعمال المضخات الكهربائية للحصول على كميات لا تلبي حاجياتهم اليومية وهي وضعية ضاعفت من الأعباء والمصاريف المالية اليومية للسكان حيث تتضاعف سعر فاتورة الكهرباء· ويرى السكان أن هذه الأزمة زادت من حدتها المقاولون الذين يقومون بأخذ الماء من الحي ليل نهار باستعمال مضخات ضخمة· كما يطرح سكان حي 8 ماي مشكل انسداد قنوات الصرف الصحي باستمرار وكذا تحول المحلات المهنية المتواجدة بالحي إلى أوكار لبعض المنحرفين لممارسة الأفعال المخلة بالحياء وشرب الخمور كما لم تسلم جدرانها حيث تكتب عليها عبارات غير أخلاقية تخدش الحياء· وإلى جانب ذلك يشتكي سكان الحي من مشكل انعدام الإنارة العمومية بمختلف شوارعه، إذ وباستثناء الطريق الرئيسي فإن بقية الشوارع والساحات يغرق في سواد حالك بمجرد غروب الشمس· ويتحدث السكان بمرارة عن الانقطاعات المتكررة واليومية للتيار الكهربائي وكذا ضعف شدته خاصة في فصل الحرارة الذي يمتد على مدار أزيد من 05 أشهر كاملة، ما أدخل الإحباط إلى نفوسهم· وإلى جانب هذه المشاكل يطرح سكان 19 مارس و8 ماي مشكل تكدس الأتربة في الطرقات وتراكم المزابل إضافة الى انعدام ساحات لعب للأطفال ومساحات خضراء· ولم تتوقف معاناتهم عند النقائص السالف ذكرها فمن المظاهر السلبية التي يعانيها السكان تفشي ظاهرة السطو والسرقة حيث تحدث بعضهم عن تتعرض عدة منازل وسيارات السكان للسرقة· من جهتهم، ما زال سكان حي 19مارس ينتظرون ساعة الفرج لربط منازلهم بقنوات الصرف الصحي والانتهاء من مشكل دفع أزيد من ألف دينار لكل ساكن وبشكل يكاد يكون شهريا لديوان التطهير لتفريغ البالوعات المخصصة لرمي فضلاتهم البيولوجية، كما أثار سكان هذا الحي مشكل زحف الرمال على شققهم جراء عدم تهيئة الحي بما يتناسب مع موقعه حيث يقابل إقامة الولاية· ويطالب سكان الحيين السلطات الوصية بضرورة الاهتمام بانشغالاتهم من خلال برمجة مشاريع طموحة تعيد الأمل لنفوسهم وتجعلهم يفكرون في الاستقرار بدلا من الهجرة إلى أحياء أخرى تتوفر على متطلبات الحياة·