انفض المؤتمر الدولي الأول المنعقد بشأن مستقبل ليبيا في العاصمة البريطانية لندن أمس، بإصدار بيان ختامي تضمن دعوة من المجتمع الدوليئببدء عملية سياسية جديدة في ليبيا يشارك فيها المجلس الوطني الانتقالي وزعماء القبائل الليبية وذلك لتفادي أي فراغ محتمل للسلطة في حالة سقوط ''نظام القذافي'' الحاكم منذ اكثر من أربعة عقود من الزمن· ويبدو أن المؤتمر الدولي الذي ضم ممثلي 40 حكومة ومنظمة دولية واستمر يوما واحدا، قد وضع ''خارطة طريق ''للمرحلة التي ستعقب العمليات العسكرية الدائرة الآن في الأجواء الليبية من قبل قوات التحالف الدولي، المشكل وفقا لقرار مجلس الأمن رقم ,1973 والذي ستنتقل فيه القيادة العسكرية اليوم إلى حلف الناتو· وتشمل الخارطة الجديدة التي تم مناقشتها في اجتماع لندن عدة نقاط ومسائل أساسية منها : تشكيل مجموعة اتصال لتنسيق الجهود السياسية، وتولي أمور القيادة والتوجيه السياسي العام وتنسيق الجهود الدولية في لبيبا، وهي المجموعة التي ستعقد اجتماعها قريبا في قطر· كما كان اللقاء مناسبة لإعادة تأكيد الدعم الدولي للعمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف لتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بفرض منطقة حظر جوي ومنع صادرات السلاح إلى النظام الليبي وحماية المدنيين، مع التنبيه إلى ضرورة فرض عقوبات إضافية ضد الأفراد والمؤسسات القريبة من النظام والمتورطة في عملياته الجديدة· إلا أن أحد أهم البنود التي تم الإجماع بشأنها من قبل المؤتمرين فتمثلت في اعتبار العقيد معمر القذافي ونظامه فاقدان للشرعية تماما، والتشديد على أن الشعب الليبي وحده الكفيل بتقرير مستقبله ولن ينوب عنه أي طرف في هذا الشأن· وأن الجهود الدولية لن تبارح دور القصف الجوي إلى أي تدخلات برية أو تساهم بشكل مباشر في إسقاط نظام معمر القذافي مؤكدين أن تلك المهمة موكلة بالشعب الليبي وقراره السيد، وأن القرار الدولي لا يفوض قوات التحالف إلى القيام بأي جهود في هذا الاتجاه وأنه يقتصر على حماية المدنيين وتطبيق حظر جوي على مناطق محددة في البلاد· أما الأمر الذي استرعى المتابعين من حيث أنه كان مثارئاختلاف بين الحلفاء أنفسهم، فهو ذلك المتعلق بتسليح قوات المجلس الانتقالي (المعارض)، فبينما يرى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه ''استعدادئبلاده لمناقشة مسألة تسليح المعارضة مع شركائها في الائتلاف''، يرى الجانب الأمريكي ''أن هذا الأمر ليس ضمن تفويض قرار مجلس الأمن''· وبالرغم من تأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية عن سعي بلادها لمعرفة ''سبل تقديم مساعدة مالية للمجلس الوطني الانتقالي المعارض'' وتحفظها مبدئيا على ''التسليح العسكري'' فإن سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة قالت في تصريحاتئلمحطة سي بي أس الأميركية ، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تستبعد تسليح المعارضة الليبية، وإن كان مثل هذا القرار لم يتخذ بعد'' وهو ما يعني أن الامر قد يتعلق بانتظار اتفاق دولي حول اتخاذ خطوة تسليح الثوار · أما على الجانب الديبلوماسي فقد عينت الولاياتالمتحدة الدبلوماسي المخضرم كريس ستيفنز مبعوثا لها لدى المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي مؤكدة : إنه سيتوجه إلى هناك في وقت قريب، فيما أرسلت فرنسا مبعوثا خاصا للاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا· وقد أفادت أنباء مؤكدة عن تسمية قطر سفيرا لها لدى المجلس في بنغازي، وهو ما يعني أن ''مؤتمر لندن '' بالفعل قد وضع ''خارطة طريق'' شاملة للمرحلة القادمة ·