يبرز، نوازد صواش في حديثه ل''الجزائر نيوز'' المسعى الرئيسي الذي أسست من أجله هذه المجلة التي تجمع بين الفكر، العلم، الثقافة، الفن، الأصالة والمعاصرة، وتحاول من خلال ذلك أن توحد بين المفكرين من مختلف الدول العربية، لاسيما الجزائر التي وصف علاقاتها بتركيا في المجال الفكري والعلمي بالمتواضعة·· تتميز مجلة ''حراء'' عن غيرها من المجلات العلمية على حد قولكم· هل يمكن أن توضحوا لنا كيف ذلك؟ مجلة ''حراء'' أنشأت سنة 2005 وانبثقت عن المجلة الأم ''الرشحة'' التي بدأت بالصدور عام 1976م، وتعتبر أول مجلة تصدر في هذا النوع بتركيا، يكتب مقالها الرئيسي المفكر التركي فتح الله كولن، الذي يعتبر الأب الروحي والمشجع لها، تطبع المجلة بتركيا ومصر والمغرب وتوزع 40 ألف نسخة في البلدان العربية والإسلامية بأعداد متفاوتة يكتب فيها مفكرين من تركيا نقوم بترجمة كتاباتهم إلى العربية ولغات أخرى وتقريبا من كل الدول العربية، ترتكز على الفكر الوسطي المعتدل والعمق المعرفي التواصلي، تؤمن بالانفتاح على الآخر والحوار البناء الذي يصب لصالح الإنسانية جمعاء· وأهم ما يميز المجلة هو أن أي مقال ينشر فيها يعني أنه سيصل إلى العالم بأسره، فهي مجلة جامعة وشاملة تمكنا من خلالها مد جسور التواصل مع دول العالم العربي· في إطار حديثكم عن مد جسور التواصلئ بين دول العالم، ما تقييمكم للتعاون في المجال الفكري العلمي بين الجزائر وتركيا؟ أحتاج هنا إلى تقييم التعاون بين الجزائر وتركيا بصفة عامة، أولا بالنسبة للتواصل التجاري فإنه يعد الأقوى، أما التواصل السياسي لا يمكن الرهان عليه فهو مرتبط بمتغيرات عدة، أما بالنسبة للتعاون والتواصل في المجال الفكري والأكاديمي، والذي يعد الأصل، فإننا نحاول من خلال المجلة أن نوطد العلاقات بين الطرفين، ويتجلى ذلك في عقد مؤتمرات وندوات فكرية تسمح بمشاركة أكبر عدد من المفكرين، ولأن مثل هذه المؤتمرات تسمح لنا كذلك باستكشاف ما تزخر به ثقافة الآخر لذلك، وبالرغم من أن جهود التواصل ما زالت متواضعة في هذا المجال، إلا أنها تسير في النهج الصحيح وأعتقد أن هذا هو الهدف· ذكرتم في بداية الحديث أن كل ما ينشر في ''حراء'' الهدف إيصاله إلى العالم، ألا تعتقدون أن التكنولوجيا الحديثة قلصت هكذا تحديات بالنسبة إلى كل منتج ورقي، وهذه العملية أصبحت تتم خلال دقائق، إلكترونيا؟ نحن طبعا لدينا النسخة الالكترونية، ولكن مهما كان المطبوع لا يمكن الاستغناء عليه، لذلك يكابد القائمون على المجلةئمن أجل ضمان وصول الأفكار التي تحملها لأكبر قدر من البشر، لذا يمكن للقارئ أن يتصفحها عبر موقع الانترنت، والأيفون ووالإيباد·· وسنقوم بإصدار مجلة صوتية، وإن اقتضى الأمر سنعمل على إصدارها مرئية، ما يعني أن التكنولوجيات الحديثة لا تشكل تحديا لا يمكن التغلب عليه من أجل الوصول إلى هدفنا، وأهم ما نركز عليه هو أن نضمن وصول الأفكار التي يحملها المقال إلى العالم بأسره، ''حراء'' بدأت ب200 نسخة ووصلت اليوم إلى 40 ألف نسخة توزع في كل البلدان العربية والإسلامية وبأعداد متفاوتةئوسنضمن بعون الله توزيعا أفضل· ما يلاحظ هو اعتماد ''حراء'' على الاشتراكات، لماذا؟ نحن في تركيا نوزع المجلات عن طريق الاشتراكات، لأن هذه الطريقة تسمح لنا بمعرفة القراء والتواصل معهم، موازاة مع ذلك تسمح لنا هذه الطريقة بتقييم أدائنا ونضمن عن طريق الاشتراك وصول المجلة إلى قارئها، ففي تركيا 99 بالمائة من المجلات توزع عن طريق الاشتراك، لذا لا نعتمد كثيرا على التوزيع نظرا للمشاكل التي يطرحها، إلى جانب ذلك أصدرت المجلة كتاب ''نحن نبني حضارتنا'' وهو عبارة عن كتاب جمعت من خلاله مقالات المفكر التركي ''فتح الله كولن'' التي كتبها في المجلة التي تحتفل بمرور سبع سنوات على صدورها بطبعها للعدد .26