الأستاذ بول شاوول، افتقدناكم في الطبعة السادسة عشر للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر، ونشرنا خبر الغياب وخلفياته، لكن وزير الثقافة كابي ليون مصر على تكذيب هذه الرواية· أنا لم أعرف بدعوة الجزائر لي إلا مؤخرا، لم أتلق أية دعوة ولم يتصل بي أحد من وزارة الثقافة اللبنانية يخبرني بأنني مدعو من الجزائر للطبعة السادسة عشر للمعرض الدولي للكتاب· لم أكن أعرف أنني مدعو، وقد سألني الصديقان عبد الوزان وعلوية صبح عن غيابي، فقلت: والله لا أعرف، وبعدها اتصل بي الصديق احميدة عياشي فقلت له أنني لم أتلق الدعوة· لكن وزير الثقافة يقول إن الوزارة لا ضلع لها في عدم حضورك المعرض، بل وإن إيصال الدعوات ليس من مهامها· هذا وزير حديث العهد بالوزارة لا يتعدى وجوده بها الشهرين· كما أن هذه الوزارة لها حسابات غير ثقافية في تعاطيها مع المثقفين· عمليا، وحسب المعمول به عادة عندكم، كيف هي الأعراف في دعوات مثل هذه؟ هناك طريقتان، إما أن الدعوة خاصة من جهة خارجية إلى صاحبها، وحينها الدعوة لا تمر عبر وزارة الثقافة· وإما أن يكون هناك تنسيق بين هيئتي البلدين، كما هي الحال في المعارض الدولية للكتاب، حينها تتصل وزارة الثقافة بالمدعو فتبلغه، مثلما حدث مع الوفد اللبناني حينما ذهب إلى معرض الكتاب بألمانيا، الدعوات، يومها، مرت عبر الوزارة· في تقديرك، ما خلفيات هذا السلوك من وزارة الثقافة تجاهك؟ هل يمكن أن يكون الأمر على علاقة بخلافات في التوجهات والمواقف؟ في الحقيقة أنا لا أتعاطى مع وزارة الثقافة، لا في عهد هذا الوزير أو ذاك· صحيح سياسيا إنني مناهض لهذه الحكومة، هل هذا هو السبب؟ لا أعرف· معروف على لبنان حرصه على حرية الإبداع والفكر، إلى أي مدى يمكن أن يؤثر مثل هذا السلوك على صورة الديمقراطية في هذا البلد؟ صحيح أن لبنان بلد ديمقراطي، لكن هذه الحكومة غير ديمقراطية وجاءت بطريقة غير ديمقراطية·