مات القذافي·· وافرنقع من حياة الليبيين ومن حياتنا التي سممها طيلة الأشهر التسعة الأخيرة·· حيث حوله الإعلام المرئي إلى موضوعة مركزية بتنويعات ملونة ومزركشة·· والغريب أن إعلام الصورة استطاع أن يحول رجلا أرعنا مثل القذافي إلى حالة تاريخية وإعلامية في منتهى الدراماتيكية، رغم أنها مسلية فعلا·· القذافي مات بتلك الطريقة التي اقترحها علينا إعلام الصورة الذي برعت فيه قناة الجزيرة القطرية، حتى أنها أصبحت لا تنطق عن الهوى في خيال المواطن العربي المغلوب على كل أموره·· موت القذافي بتلك الطريقة التي كانت منتظرة·· كنا ننتظر على الأقل سيناريو مثل سيناريو صدام حسين·· وفعلا فقد قال لنا الثوار إنهم عثرو عليه في ''زيفو'' أي قناة لصرف المياه القذرة·· وظهر لنا حيا مضعضعا بدماء على وجهه أشعثا أغبرا·· ثم ظهر مقتولا والثوار من حوله يتصايحون ويكبرون·· وقد قدم لنا إعلام الصورة هؤلاء الثوار طيلة الأشهر التسعة الأخيرة يتصايحون أمام الكاميرات ويكبرون ويرفعون شارة النصر ويطلقون الرصاص بكثافة في الهواء·· وقد كان منظرهم وهم يجرجرون القذافي قاسيا ولا إنساني·· ونحن نتذكر صور إلقاء القبض على صدام حسين من الجنود الأمريكيين·· لم يكن مصابا·· بل أن أحدهم كان يفحصه طبيا·· الصورة ليست بريئة·· فلو كانوا هم الذين ألقوا القبض على القذافي لرأيناهم في الصورة بشكل مغاير·· ومادام الذين فعلوها هم الليبيون فكان يجب أن تكون الصورة بتلك البشاعة والهمجية· مات القذافي، وقد علق أحد الأصدقاء في ''الفايس بوك'' أنه سيصرخ صرخته الشهيرة في وجه منكر ونكير، وهم يطلعان له في القبر··· من أنتم؟؟؟ نهاية القذافي·· كان يجب أن تكون دراماتيكية وبتلك الطريقة البشعة مثلما كانت دائما نهاية الطغاة·· لكن المهم أن المنطقة ككل مقبلة على زمن جديد لن يكون سعيدا بالضرورة·