كشف معهد باستور أن عددا من المخابر تتستر عمدا على حالات السيدا المكتشفة لديها خلال إجرائها لتحاليل عادية، موضحا أن ذلك، بالإضافة لما يشكله من خطورة يمنع من تحديد الرقم الحقيقي للمصابين بداء فقدان المناعة· وأكدت الدكتورة سليمة بوزغوب من معهد باستور، أن ''بعض المخابر تتعمد إخفاء حالات السيدا المكتشفة على مستواها خلال إجراء التحاليل العادية ولا تقوم بإرسال تقارير عنها لمعهد باستور المرجعي الذي يعد المخول الوحيد لتأكيد هذه الحالات''، موضحة أنه ''جراء ذلك يبقى العدد المعلن عنه كل سنة لا يعكس واقع الحال يضاف إلى ذلك طبيعة هذا المرض الذي يبقى لحد الآن ''طابوها'' مضيفة أنه لهذه الأسباب ''لجأت وزارة الصحة إلى إنشاء مراكز كشف مجانية تضمن سرية المعلومات المتعلقة بالمصابين وتسهيل تحديد هذه الحالات ''، خاصة وأنه ''لا يمكن إجبار الأشخاص على القيام بهذا النوع من التحاليل''· وكشفت الدكتورة أن عدد المصابين بمرض فقدان المناعة في الجزائر ''السيدا'' جاوز 6 آلاف حالة، بين مصاب وحاملي الفيروس في الفترة الممتدة بين سنة 1985 إلى غاية 30 سبتمبر من السنة الجارية· أوضحت المتحدثة، خلال الندوة الصحفية التي نشطتها بمقر يومية المجاهد، بمناسبة أحياء اليوم العالمي لمرض السيدا المصادف ل 1 ديسمبر ''أن من بين أكثر من 6 آلاف بين مصاب وحامل الفيروس السيدا هناك أكثر من ألف شخص مصاب بالسيدا وأكثر من 5 آلاف حامل للفيروس، مؤكدة تسجيل 50 حالة جديدة في كل سنة· وأضافت الدكتورة بوزغوب أن ولاية الجزائر تتصدر قائمة المصابين بهذا الداء ب 266 حالة وأكثر من ألف حامل للفيروس، كاشفة في نفس هذا السياق تسجيل كل سنة 13 حالة جديدة بهذه المنطقة، تليها ولايات الغرب· وقالت الدكتورة بوزغوب إن ''الشباب الذين تتراوح أعمارهم مابين 25 إلى 39 سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الداء الخطير، مضيفة أن الإصابة به قبل الثمانينات كانت منتشرة عند فئة الرجال، لكن الوضع تغير، خلال الفترة الممتدة بين سنة 1980 إلى غاية سنة ,2000 ليصبح النساء أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال بنسبة 80 بالمائة· أما عن أسباب الإصابة بمرض السيدا فقالت الدكتورة إن من بين الأسباب الحالية لتنفل هذا المرض هو العلاقات الجنسية، مشيرة إلى أن دراسة حديثة أجراها المخبر بينت أن الفيروس اليوم أصبح متواجدا في الجزائر، بينما كان في السنوات الماضية الفيروس مستوردا· وفيما يخص الإصابات لدى حديثي الولادة، كشفت المعنية تسجيل 16 حالة جديدة خلال السنة الماضية مقارنة بسنة 2009 التي سجلت 6 حالات فقط، مشيرة إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق الأم سواء خلال الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل أو عند ولادته، مؤكدة أهمية تشخيص هذا المرض عند الأم الحامل ليتم التكفل بها بمراكز خاصة لتفادي انتقال الفيروس لطفلها· وفيما يخص سياسة الجزائر في التكفل بمرضى السيدا، أكدت الدكتورة أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة للتكفل بمرضى السيدا من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية والاعتماد على التشخيص المبكر لهذا المرض، عن طريق إنشاء مراكز مجانية وسرية يتراوح عددها بين 7 و9 مراكز متواجدة في مختلف مناطق الوطن·