بلغ العدد الإجمالي للمصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة ''السيدا '' بالجزائر 5147 مصاب ما بين 1985 و 2009 من بينهم 4129 مريض حامل للفيروس، وذلك حسب إحصاءات تابعة للمخبر الوطني المرجعي لمعهد باستور للجزائر. وهي إحصاءات بعيدة عن الواقع، حسب الأخصائيين، إذ أن واحد من كل مصابين يجهل إصابته بالمرض ولا يكتشف الأمر إلا عن طريق الصدفة، وهذا بسبب عدم إقبال الشباب الناشطين جنسيا على مراكز الكشف. أكد بومخلوف مجيد، مختص في الأمراض المعدية، في لقاء نظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة ''السيدا''، أن هذه الأرقام ''لا تبرز واقع انتشار مرض ''السيدا'' في الجزائر''، داعيا إلى تبني إجراءات جديدة من شانها الوقاية من استفحال هذا الداء الخطير في وسط المجتمع''. وهو الرأي الذي يقاسمه إياه أغلب الأخصائيين في المجال ورؤساء الجمعيات الناشطة في مجال مكافحة السيدا بالجزائر، إذ أن الشباب الجزائري مازال عازفا عن إجراءات الكشف المجاني بسبب قلة الوعي لديه، لذا قد يصل عدد المصابين الجاهلين بإصاباتهم إلى أكثر من ثلاثة أضعاف المعلن عنهم، وهو ما ترجحه الأممالمتحدة التي ترى بأن عدد حاملي الفيروس في الجزائر بلغ عددهم 30 ألف ، حيث صرح عادل زدام هو الآخر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السيدا 2010 بأن عدد حاملي الفيروس عندنا يناهز 29 ألف شخص. وأعلن بالمناسبة أنه سيتم، قريبا، فتح مراكز جديدة لتشخيص داء ''السيدا'' في كل من ولايات سيدي بلعباس وتيارت وتيزي وزو وتلمسان لدعم المراكز المتوفرة لحد الآن. من جهته ذكر الأمين العام لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد السلام شاقور بكل الجهود التي بذلت منذ تشخيص أول حالة مصابة بداء ''السيدا'' في الجزائر سنة 1985، مبرزا أهمية تجنيد كل الطاقات وتدعيم الشراكة مع الجهات المعنية للحد من انتشار هذا المرض الخطير والوقاية منه وتوفير العلاج للمصابين بالمجان. وألح في نفس الوقت على وجوب إعادة تجهيز المراكز الخاصة بتشخيص المرض، مذكرا بكل الاجراءات التي اتخذت من طرق قطاع الصحة لتحسين دور هذه المراكز ولاسيما في مجال التشخيص والوقاية والمتابعة. وأشار شاقور في هذا الإطار إلى المخطط الوطني الاستراتيجي 2008- 2012 الرامي إلى مكافحة مرض ''السيدا'' والوقاية منه. ومن بين أهداف هذا المخطط - العمل على توفير المتابعة والتقييم وتحديد القدرات المادية والمالية لهذه المراكز وتوفير التجهيزات الحديثة لها. كما أفاد من جهة أخرى بأن الوزارة بصدد إعداد مشروع مرسوم من شانه وضع الاجراءات الكفيلة بإعادة تحسين وتوسيع دور المركز الوطني لمكافحة ''السيدا'' الذي أنشئ في التسعينيات، مشيرا إلى وجوب تحيين مهامه وإشراك مختلف الجهات المعنية ولاسيما من المجتمع المدني في مجال الوقاية من المرض. أما منسق الأممالمتحدةبالجزائر ممادو مباي، فقد أشاد بكل الجهود الوطنية التي بذلت في مجال مكافحة داء ''السيدا''، مبرزا خطورة انتشار هذا المرض ولاسيما في الدول الفقيرة خاصة بإفريقيا. واعتبر مباي هذا الداء المتسبب الرئيسي في ارتفاع عدد الوفيات في العالم خاصة في أوساط النساء والفتيات والأطفال، مشيرا إلى أن عدد المصابين بداء ''السيدا'' بلغ 4 ر 33 مليون مصاب لحد الآن. أما عبد الوهاب دريف، رئيس المركز الوطني لمكافحة ''السيدا''، فقد ابرز أهمية تعزيز دور هذا المركز، داعيا إلى إعادة تحيين مهامه وتوفير كل الوسائل المادية والمالية له. وألح دريف على ضرورة تدعيم وترقية التعاون والشراكة ما بين هذا المركز وكل القطاعات المعنية والمجتمع المدني للوقاية من هذا المرض الخطير. من جهتهم دعا المشاركون في هذا اللقاء إلى ضرورة تبني إجراءات استعجاليه لضمان العلاج لفائدة المصابين، مبرزين أهمية مكافحة التمييز في العلاج ما بين كل شرائح المجتمع. وأوضح المتدخلون أن العلاج الموجه لكل مريض مصاب بداء ''السيدا'' يكلف أزيد من 400 ألف دينار وذلك نظرا لغلاء الأدوية، ملحين في نفس الوقت على وجوب توفير التكفل السيكولوجي للمرضى في كل المراكز الاستشفائية. وبخصوص عدد الوفيات المسجلة عبر العالم جراء الإصابة بداء ''السيدا''، أوضح المتدخلون أن حوالي 2 مليون من المصابين بهذا المرض توفوا عام 2008 مشيرين إلى انه يتم، سنويا، تسجيل 7 ملايين حالة جديدة.