من أجل أن يعجب برهان غليون الذين أطلقوا ألسنتهم في حقّه، كان يُفترض برئيس ''المجلس الوطني السوري'' أن يجيب على أسئلة ''وول ستريت جورنال'' على غير ما فعل· هذه اقتراحات لإجابات عسى يستفيد منها السيد غليون في مقابلات لا بد أن تُجرى معه في المستقبل: - جواباً على سؤال حول آفاق العلاقة بإيران و''حزب الله'' اللبناني، يمكن الجواب بالتالي: بما أن الطرفين قالا صراحة، وقاما فعلا، بدعم النظام في دمشق، وبما أنهما اتّهما ثورتنا والمجلس الذي أتولى رئاسته بشتى التهم، وبما أن طهران مارست كل الضغوط الممكنة على بغداد كي تدعم النظام السوري في عمله لسحقنا، فإنني سوف أسعى جاهداً إلى تعميق التحالف الاستراتيجي مع كل من إيران و''حزب الله''· هذا هو قدرنا الذي لا محيد عنه في معركة التحدي الأمريكي - الصهيوني الذي يواجهه اليوم شعبنا في سورية· - جواباً على سؤال حول تحرير الأراضي السورية المحتلة، يمكن الجواب بالتالي: إن همنا المركزي هو المضي في النهج الراهن، الذي بدأ العمل به منذ أواسط السبعينيات، لتحرير الجولان بالقوة، مع الاستبعاد التام، بل الإدانة التامة، لكل حديث عن الحل السلمي والتفاوضي لاستعادة الهضبة· فنحن نعارض، بل نناهض، ما أقدم عليه أنور السادات وياسر عرفات والملك حسين، ونتمسك كل التمسك بتعاليم رئيسنا الراحل حافظ الأسد· ولأجل هذا الهدف، سوف لن نتسامح مع دعوات الحرة والديموقراطيّة التي تُبعدنا عن معركة ينبغي ألا يرتفع صوت فوق صوتها· وعدم التسامح هذا سوف يمتد من سورية إلى لبنان، إذ ينبغي ألا يُنسى أن لبنان خاصرتنا الاستراتيجية في هذه المواجهة المصيرية المفتوحة· كذلك سنجدنا مضطرين، للغرض نفسه، أن نبقي قبضتنا على الشعب الفلسطيني لأن قضية فلسطين، كما تعلمون جيداً، قضية قومية ليس من حق الشعب الفلسطيني أن يتفرد في ما يخصها· هل فهمتم الآن لماذا نحن مصرون على إدامة العلاقة الاستراتيجية بإيران و''حزب الله''؟ (هنا يستطيع برهان أن يبتسم ابتسامة تنضح بالشطارة والظفر)· - جواباً على سؤال حول فرص الحصول على دعم عربي أو دولي، يستحسن أن يجاب بالتالي: هل تظننا نقبل أي دعم من أنظمة رجعية؟ هل تظننا نقبل دعم أوروبا التي كانت تستعمر سورية؟ أما أمريكا··· هه: هل تظننا نسينا فيتنام والمجزرة بحق الهنود الحمر· (هنا يمكن تعزيز الكلام بخبطة قوية على الطاولة والإيحاء بأن المقابلة انتهت)· - جواباً على سؤال حول التدخل الدولي، أو الإنساني، أو حماية المدنيين، أو إقامة منطقة عازلة، يمكن الرد بالتالي، بعد ضحكة مجلجلة وسينيكية طبعاً: يا عزيزي، ألم تسمع بمبدأ السيادة الوطنية· أين تعيش أنت؟ لا لن نقبل أي شيء من هذا القبيل· سنواجه الموت بصدور عارية· سنمضي في تقديم الشهداء قافلة بعد أخرى· يبدو أنك لا تعرف أدبنا وشعرنا اللذين يتغنيان بقدرتنا التي لا تنضب على تقديم الأضاحي والشهداء· ألم تسمع بثورة المليون شهيد في الجزائر؟ ويمكن لبرهان غليون، بعد ذلك، أن يصفن قليلاً ويضيف كأنه يراجع نفسه وتناقضاته: الحقيقة أنني غير مقتنع أصلا بهذا المجلس، وهذه الثورة كلها لا تعجبني· هل تعجبك أنت؟! نقلا عن ''الحياة'' اللندنية