علمت الجزائر نيوز من مصادر حسنة الإطلاع أن عائشة القدافي رفقة أفراد عائلتها المقيمين بإحدى المناطق الساحلية بالجزائر، منذ نهاية أوت الماضي، إثر لجوئهم إليها هربا من انتقام المعارضة المسلحة في ليبيا ضدهم، سيتم ترحيلهم للإقامة بجنوب إفريقيا إحدى الدول المعارضة للتدخل العسكري في ليبيا والتي قدمت ورقة طريق رفقة ضمن دول الاتحاد الإفريقي للخروج من الأزمة في ليبيا، عقب انفجار الأحداث فيها· وأفادت مصادرنا بأن السلطات الجزائرية توصلت إلى مفاوضات متقدمة مع جنوب إفريقيا وهي المفاوضات التي وافقت عليها دول عظمى، وتأتي أياما فقط قبل قيام رئيس المجلس الوطني المؤقت بليبيا مصطفى عبد الجليل بزيارة إلى الجزائر، حيث سيتطرق إلى هذه النقطة، خاصة ما تعلق بقرار العفو الذي تنوي السلطات الليبية إطلاقه، بسبب تردي الأوضاع الأمنية فيها، تجنبا لكوارث أخرى تضاف إلى الصراعات المسلحة بين القبائل وكذا انتشار الأسلحة· وكانت المفاوضات والمساعي التي قادتها الجزائر لضمان إقامة أخرى لأفراد عائلة القذافي اللاجئين بالجزائر بدول أخرى لم تقد إلى إقناع العراق بنقلهم إليها، وبالضبط إلى كردستان، في وقت لم تبد أية دولة خليجية أخرى رغبة في استقبال أفراد عائلة القذافي ولا دول أمريكا اللاتينية المعروفة بالتوجهات السياسية البوليفارية· ففنزويلا لا تريد أن تستقبل أفراد عائلة القدافي بسبب تواجد جالية لبنانية معتبرة على أراضيها أغلبهم ينتمون إلى طائفة الشيعة، وهؤلاء يتهمون نظام الراحل معمر القذافي باغتيال موسى الصدر، أما المكسيك فترفض بدورها أي استقبال لأفراد العائلة، وسبق أن كشفت مصالح أمنها عن مخطط لنقل الساعدي القذافي المقيم بليبيا للإقامة بها بوثائق مزورة، بمساعدة من بارونات تهريب البشر· وقد جرى الاتفاق على نقل عائشة وإخوانها ووالدتها في شهر جانفي كأقصى تقدير إلى جنوب إفريقيا للاستقرار بها، إذ لا تريد الجزائر أن تقع في حرج تسليمهم جميعا بعد إصدار مذكرات قضائية ليبية تقضي بتوقيفهم وتسليمهم إلى ليبيا· كما أن عدم التزام عائشة بالتعليمات التي أصدرتها السلطات الجزائرية فيما يخص إجبارها على التزام الصمت وضع الجزائر في حرج بعد أن تحولت عائشة القذافي إلى ما يشبه قائدة حرب روحية انطلاقا من الجزائر· وكانت وزارة الخارجية قد وصفت الخرجة الثانية لعائشة القذافي في تصريح هاتفي لقناة الرأي، بالتصريح غير المسؤول وأكدت أن إقامة عائشة القذافي على الأراضي الجزائرية إقامة مؤقتة· غير أن الأكيد أن الجزائر التي استقبلت أفراد عائلة القذافي لأسباب ليبية لم ترضخ لأبواق من يسمون بالمعارضة الليبية بتسليم أفراد عائلة القدافي ودون أي شروط واعتبرت الجزائر نفسه بانها سيدة في موقفها ولا يمكن لها أن تتحلى على أشخاص في خطر ، وقد تأكد فعلا ما قامت بها الجزائر على أرض الواقع بعد الطريقة البشعة التي قتل بها معمر القدافي و ابنه عقب سقوط سيرت·