اتهم والي ولاية تيزي وزو السيد عبد القادر بوازغي المدراء التنفيذيين بالفشل وسوء التسيير، ووصفهم ب ''غير الأكفاء'' بسبب عدم قدرتهم على صرف ميزانية الولاية منذ 2005 المخصصة لإنجاز مختلف المشاريع التنموية· كما اتهم رؤساء الدوائر بعدم الجدية في القيام بمهام التنسيق· وهدد بتخفيض ميزانية البلديات التي تتأخر في إنجاز المشاريع التنموية السابقة· وأكد والي ولاية تيزي وزو، أول أمس الخميس، على هامش اجتماعه بالمدراء التنفيذيين والمسؤولين المحليين ورؤساء الدوائر والذي خصص لتقييم البرامج التنموية لسنتي 2010 و,2011 أكد أن ولاية تيزي وزو عجزت في سنة 2011 عن صرف ميزانية البرامج السابقة، بغلاف مالي قدره 5,189 مليار دينار، وتضاف إليها 73 مليار دينار وذلك في إطار إضافات التعديلات المالية، وهذه المبالغ لا تزال مكدسة في خزينة الولاية بالرغم من أن الولاية تعاني تأخر كبيرا في الجانب التنموي· وفتح النار على المدراء التنفيذيين واتهمهم بسوء التسيير، وبلهجة انتقاد ولوم قال الوالي مخاطبا المدراء ورؤساء الدوائر بعبارة ''العجز في صرف الميزانية هو عمل يؤكد سوء التسيير وعدم كفاءة المسيرين''· وأبدى الوالي غضبا شديدا على مدير التخطيط والتهيئة العمرانية خالد شنون بعدما كشف هذا الأخير أن نسبة استهلاك الميزانيات من طرف بعض المديريات قبل سنة 2010 تتراوح بين 1 و49 بالمائة· وتشير الأرقام المقدمة إلى أن مديرية أملاك الدولة سجلت المرتبة الأولى في عجز صرف الميزانية والتي قدرت نسبتها ب1 بالمائة، فيما سجلت مديرية الضرائب نسبة 2 بالمائة، ومديرية الشغل 3 بالمائة، ومديرية التربية 5 بالمائة· كما احتلت مديرية الري أعلى نسبة حيث بلغت نسبة الإنجاز 8,70 بالمائة، تلتها مديرية النشاط الاجتماعي بنسبة 70 بالمائة، وبعدها مديرية الأشغال العمومية بنسبة 63 بالمائة، ومديرية السكن والبناء سجلت نسبة 62 بالمائة، أما مديرية الشؤون الدينية فتقدر نسبة الإنجاز بها 13 بالمائة، و25 بالمائة للحماية المدنية، و32 بالمائة لمديرية الصحة، و46 بالمائة لمديرية الشباب والرياضة، أما مديرة الثقافة فقد سجلت نسبة 33 بالمائة· رؤساء الدوائر متهمون بعدم الجدية والوالي يهدد بتخفيض ميزانية كل بلدية تتأخر في إنجاز المشاريع انتقادات الوالي عبد القادر بوازغي لم توجه فقط للمدراء التنفيذيين حيث اتهم أيضا رؤساء الدوائر ال21 الذين حضروا كلهم الاجتماع، وحملهم مسؤولية الفشل في التسيير والعجز في صرف الميزانيات وذلك في ظل ''غياب الجدية والصراحة خصوصا في التنسيق بين المصالح المعنية''، وتشير الأرقام إلى أن من أصل 67 بلدية تتضمنها ولاية تيزي وزو توجد 30 بلدية فقط استهلكت ميزانية المشاريع بنسب تتراوح بين 60 و90 بالمائة، وثمن الوالي الإمكانيات والمجهوداتالتي بذلتها بلديات اعزازقة وتادميت وإفليسن وآث عيسي وفريحة في صرف الميزانية وإنجاز المشاريع البلدية للتنمية في أوقاتها، كما استطاعت بلدية بني زمنزر وتيميزار أن تحقق قفزة نوعية في المجال التنموي بصرف الميزانية بطريقة مثلى، وهاتان البلديتان عرفتا في وقت سابق تأخرا تنمويا كبيرا· وفي السياق ذاته، جاءت بلدية إيلولة أومالو في ذيل الترتيب بنسبة 9 بالمائة في إنجاز المشاريع البلدية، تلتها بلدية عين الحمام بنسبة 18 بالمائة، وبلدية مكيرة بنسبة 22 بالمائة· ونظرا لتسجيل عدة بلديات تأخرا كبير في إنجاز المشاريع التنموية، هدد والي تيزي وزو بتخفيض الميزانية لكل بلدية تسجل تأخرا في صرف الميزانية وإنجاز المشاريع المخصصة لها ''من الآن فصاعدا ستكون ميزانية المشاريع البلدية للتنمية بحسب نسب التقدم في إنجاز المشاريع واستهلاك الميزانية السابقة''· 11 مديرية تسجل 0 بالمائة في نسبة إنجاز المشاريع التنموية في سنتي 2010 و2011 أصيب الحاضرون في الاجتماع الذي خصص لتقييم البرامج التنموية لسنتي 2010 و2011 بالدهشة عندما كشف عن أن 11 مديرية بتيزي وزو سجلت نسبة 0 بالمائة في إنجاز المشاريع وصرف الميزانية لسني 2010 و,2011 فمن بين 304 عملية مسجلة في هاتين السنتين اللتان خصص لهما غلاف مالي قيمته 7,40 مليار دينار، تم صرف 19,1 مليار دينار فقط، وذلك بنسبة 45,2 بالمائة· وقد كشفت مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية أن هذه المديريات ال11 هي مديرية الفلاحة، مديرية النقل، مديرية التربية، مديرية التكوين والتعليم المهنيين، مديرية الثقافة، مديرية العمل، مديرية الشؤون الدينية، مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مديرية الضرائب، مديرية التجارة والحماية المدنية قد سجلت نسبة صفر بالمائة· هذا وقد فندت مديرية التكوين والتعليم المهنيين هذه الأرقام ''لا يوجد أي مشروع سجل في سني 2010 و2011 يعاني عجز أو تأخر في الإنجاز''· وفي هذا الصدد تدخل الوالي وكشف أن 22500 مليار سنتيم نائمة في الخزينة والقطاع التنموي يشهد تأخر كبيرا ''أعرف أن بعض المديريات تبذل مجهودا لكن يجب أن تعترفوا بأن المشاريع تعاني تأخرا وأن التنمية لا تزال نائمة''، وبلهجة الوعيد والتهديد طرح الوالي سؤالا على الحاضرين منالمدراء التنفيذيين ورؤساء الدوائر ''هل أنتم راضين عن وضعية تقدم البرامج التنموية؟'' وأبدى عدم رضاه عن هذه الوضعية التي أرجعها إلى غياب الجدية والصراحة لدى المدراء· كما لم يتقبل والي تيزي وزو حجج بعض المدراء ورؤساء الدوائر الذين حاولوا التهرب من مسؤولية تأخر المشاريع التنموية وعجزهم في صرف الميزانية في آجالها المحددة، حيث أجمعوا على أن معارضة المواطنين لإنجاز المشاريع التنموية تبقى سيدة الأسباب في تأخر إنجاز المشاريع إضافة إلى المشكل الأمني، ورد عليهم الوالي قائلا ''هذا التأخر لا يمكن إلصاقه بمعارضة المواطنين ولا حتى عن مشكل الأمن لأن ولاية تيزي وزو عرفت تحسنا كبيرا في الشأن الأمني منذ سنتين''، وأكثر من ذلك، فتح الوالي النار على هؤلاء وقال ''أظن أن أحداث الربيع الأسود التي وقفت وراء التأخر التنموي لا تزال قائمة وأن المواطنين واعون بحجم وأهمية التنمية'' حيث رفض الوالي كل هذه الحجج جملة وتفصيلا· وأضاف قائلا ''هناك بعض المدراء التنفيذيين تأخروا ولا يزالون يتأخرون ويعتقدون أن لا شيء يقومون به في تيزي وزو'' وتوعد بأخذ الأمور بيد من حديد·