إستاء حماري مما فعله الأشقاء في سوريا حينما أحرقوا العلم الجزائري احتجاجا منهم على موقف الجزائر الرافض للتدخل الأجنبي في أرضهم ورغم ذلك لم ينطق بكلمة في حقهم· قلت له ما بك تلتزم الصمت والحيرة تعلو ملامحك الغليظة؟ قال ناهقا قلبي يتقطع على ما يحدث في سوريا، ولم أرد بأي شكل من الأشكال أن تصبح لعبة في يد من يريدون تقزيم حجمها ويجعلونها تدفع ثمن مواقفها الدولية· قلت، ولكن شعبها لا يفهم ذلك يا حماري ويتهموننا بأننا نقف مع النظام ضد ثورتهم؟ نهق نهيقا عليا وقال، ثورات تقودها أشباه الدول وتستعمل إعلامها سلاحا فتاكا ضد الشعوب؟ قلت، والمصيبة أن الشعوب رضيت وترضى بأن تكون لعبة في يدهم وتسلم نفسها طواعية لذلك وتقبل أن يدخل رجس الناتو لبلدانهم ويضرب بطائراته بيوتهم وأطفالهم؟ قال بحزن، لست أدري ولكن كل ما أعرفه أن ليس ثمة سلطة تعلو على سلطة العقل ولا حجة تسمو على حجته· قلت وهذا ما أرادت الجزائر أن توصله برفضها لما تقوم به الجامعة العربية ولكنهم لم يفهموا ذلك؟ قال بنبرة لا تخلو من الأسف، الغرب نجح بكل المقاييس حتى إذا لم ينجح في تمرير طائراته ودخول عساكره فإنه نجح في جعل الشعوب العربية تكره بعضها البعض وحتى تصل إلى حرق الأعلام وكره الشعوب· قلت وربما هذا أخطر من قنابل الناتو؟ نهق نهيقا شديدا وقال سوريا العزيزة تسمى بلد النشيدين لأنها تملك نشيدها الوطني الخاص بها والنشيد الوطني الجزائري الذي يحفظه كل سوري، لذلك يحز في نفسي أن يحدث معها ما يحدث وتعز عليّ أي نقطة دم تنزل من أي فرد سوري· قلت أنت عاتب إذن؟ قال، العتاب يا صديقي على قدر المحبة وأنا أتمنى أن لا تطأ أقدام العساكر الأجانب أرض سوريا العزيزة وفقط·