من جديد تشتعل النار في مصر وتبقى الفوضى هي سيدة المواقف بين غضب الشعب الذي لم ينته بعد وبين العسكر الذين يريدون إعادة فرض الأمن العام·· نهق حماري وقال·· لم يحسبوا الأمر كما يجب·· قلت·· شطحوا ونطحوا وصاحوا بالملايين تحيى الثورة ولكن بعد كل ذلك لم يجنوا شيئا من الذي فعلوه·· قال ناهقا·· في ليبيا أصطاد الناتو القذافي وأبنائه وظن ما يسمى ''بالثوار'' أنهم فعلوا بطولة لم يسبقهم إليها أحد وكلها مجرد خدعة وفبركة من عمل المخابرات الأمريكية في تونس قام الجيش بتهريب بن علي على طائرة إلى المجهول وظن الشعب التونسي أنه فعل البطولة نفسها·· في مصر الجيش أيضا عزل مبارك ووضعه في قفص حديدي ووضع رجاله في السجن وبقي الشعب يردد الشعب يريد إسقاط النظام·· أدركوا أخيرا أن النظام لم يسقط بعد·· قلت·· أنت ضربت كل الحناجر والدماء عرض الحائط أيها الحمار·· قال·· وفي اليمن تنازل الصالح ونجا بجلده المشوّه إلى أمريكا كي تحميه من شعبه الذي يريده حيا·· أما سوريا فاستعصت عليهم بعد أن ''خلطوها'' واتهموا الأسد بأنه أصبح سفاحا والبقية لمن عصى·· قلت·· يبدو أنك شربت شيئا أيها الحمار اللعين؟ نهق نهيقا مخيفا وقال·· أنا أعرف ثورة واحدة هي ثورتنا التي ركعنا فيه الفرنسي الغاشم أما دون ذلك فلا علم لي به·· قلت·· أنت بهذا تتهجم على إرادة الشعوب وبطولاتها·· قال·· تقصد أتهجم على بطولات أمريكا وغباء العرب·· قلت·· هل تنكر أنك تعاطفت مع الشعوب؟ قال·· تعاطفت حينما كنت أظن أن الأمر نابع من الأعماق ولكن حينما تأكدت أن الإمبريالية الأمريكية هي من تصنع الثورات المزعومة قررت أن أنتفض·· قلت·· سبحان الله·· يظل من يشاء ويهدي من يشاء··