أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو، مساء أول أمس، المتهمين الرئيسيين المتورطين في قضية مقتل الفتاة ''آيت إيدير عقيلة'' البالغة من العمر 17 سنة، والمنحدرة من منطقة الشعايب ببلدية مقلع، وكذا تجريدها من أطرافها وبعض أعضائها الداخلية، بعقوبة الإعدام في حقيهما، ويتعلق الأمر بكل من (ن، عبد المجيد) و(ل. خليفة). وقائع القضية تعود إلى 13 ماي 2011 حيث أقدم أحد المتهمين بمشورة الآخر على وضع حد لحياة الضحية بعدما تبين أنها تحمل طفله عن علاقة غير شرعية من أحدهما، وذلك بهدف طمس آثار الفضيحة. وفي ساعة مبكرة من يوم الجمعة ذهبت الضحية إلى مكان الجريمة على أمل إيجاد حل لحالتها، وذلك بعد موعد مسبق اتفقا عليه ليلة قبل الوقائع، حيث خرجت من منزلها بحجة اقتناء الخبز لكنها لم تعد. وحسب ما جاء في ملف الإحالة، فإن الضحية كانت ذاهبة إلى مستودع لتشحيم السيارات في منزل المدعو (ن. عبد المجيد) بعدما طلب منها الأخير القدوم إلى هذا المكان لإيجاد حل لمشكلتها، لكن لدى وصولها قام الأخير وبمساعدة رفيقه المدعو (ل. خليفة) بقتلها ونقلت على متن سيارة إلى إحدى الأودية بمنطقة الشعايب، حيث تم رميها من جسر على ارتفاع 3 أمتار .وفي اليوم الموالي، نقلت الجثة ثانية إلى قرية ''ثيمعسيلت'' بأغريب، دائرة أزفون، وألقي بها في إحدى الأماكن قبل أن يعثر عليها أحد الفلاحين الذي أبلغ مصالح الدرك الوطني. هذه الحادثة تزامنت مع استفحال ظاهرة الاختطافات في منطقة القبائل، وبالتالي كان يعتقد أن الفتاة كانت ضحية عملية اختطاف، مما استدعى الاستنجاد بمصالح الأمن التي عثرت على جثتها مجردة من بعض أعضائها الداخلية، ما أدخل الشك لدى مصالح أمن بوجود شبكة مختصة للمتاجرة بالأعضاء البشرية في الجزائر. المتهمان، وبعد مثولهما، أول أمس، أمام محكمة الجنايات بتيزي وزو بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وممارسة عمل وحشي وإخفاء جثة، حاول كلاهما نفي التهم المنسوبة إليهما، والتنصل عن المسؤولية، حيث صرح المتهم الرئيسي (ن. عبد المجيد) أن صديقه هو من أشار إليه بقتل الفتاة، وفي الليلة قبل الوقائع اتصل بها (ل. خليفة) من هاتف المتهم الأول وتواعد معها للالتقاء بمستودع منزله صبيحة يوم الجمعة، حيث قام المتهم الثاني بمفاجأتها بطعنة من الوراء. وعن يوم الوقائع، صرح بأن المتهم طلبه بسرعة ولما اتجه للمستودع وجده ينهال عليها بقضيب حديدي على الرأس وبعدها طعنها بسكين في مناطق متفرقة من جسدها، وأمام هول الحادثة تجمد في مكانه، وبدافع التهديد بالقتل انصاع لأمر القاتل وساعده على حمل الجثة ورميها، وقبل ذلك أخرج أحشاءها، والعودة إليها في اليوم الموالي لتحويلها إلى منطقة أغريب أزفون، حيث وجدت الضحية مجردة من بعض أطرافها بعدما أكلتها الحيوانات.