رغم أواصر الصداقة التي جمعتهما ، إلا أن الوساوس الشيطانية كانت سيدة الموقف ، إذ جعلته يلقي بها جانبا لينفذ أبشع جريمة في حق صديقه الذي استدرجه بعدما أغراه أوهمه بوجود فتاة حسناء تنتظره في شقته ، و لما قدم أزهق روحه ببرودة دم ، ليلقي به بعدها في قعر البحر ، وكل هذا من أجل الاستحواذ على سيارته و بيعها . لكن التحريات المكثفة كشفت عن المجرم ومشاركيه فصول الجريمة الدموية ، من خلال تتبع المكالمات الهاتفية . مريم والي بتاريخ 23 سبتمبر 2004 تقدمت عائلة الضحية لدى مصالح الأمن ببراقي للتبليغ عن اختفاء ابنها المدعو "ب, م " ، الذي خرج على متن سيارته بيجو 307 ، بهذا انطلقت مصالح الأمن في التحريات من خلال كاشف المكالمات للضحية ، الذي أثبت آخر اتصالات الضحية بصديقه المدعو " حمو" ،ليتم توقيف هذا الأخير بمحل حلاقته ببرج الكيفان وخلال استجوابه اعترف أنه استدرج المجني عليه رفقة شخصين آخرين بعد وضع خطة محكمة لذلك ، كما أقر بقتله و الإلقاء به في بئر مهجور ، و بهذا تمّ انتشال جثة الضحية بتاريخ 28 سبتمبر . المتهم صرح في محاضر سماعه أن الجريمة كانت بمشاركة شخصين آخرين ، حيث قام بالاتصال بالضحية مخبرا إياه أن هناك فتاة تطلب مقابلته في شقة المدعو "م,ياسين" بحي "استنبول" ببرج الكيفان ، وفي اليوم الموالي التقى بالطرفين وتوجها إلى مسكن هذا الأخير ،وبمجرد دخولهما إلى المنزل سألهما عن الفتاة وأخبره "ياسين" أنها نائمة بالغرفة لكنه سرعان ما باغت الضحية و قام بخنقه ، أما "حسين" فقد قام بركله على مستوى بطنه ، ليسقط الضحية مباشرة ، وبعد التأكد من أنه فارق الحياة قاموا بتقييد جثته و ربطها ، ثم أخذوه إلى مكان معزول أين ألقوا به وسط الأحراش بالقرب من مسبح ببرج الكيفان ، وفي اليوم الموالي تنقلوا رفقة شخص آخر إلى المكان وقاموا بحمل الجثة ورميها في البئر ، ليستولوا بعد ذلك على هاتف الضحية و ألقوا به في البحر لإبعاد الشبهات ، ثم قاموا ببيع السيارة بمبلغ 20 مليون وتقاسموا المبالغ فيما بينهم . المتهم الرئيسي الذي يزاول مهنة الحلاقة اعترف أثناء محاكمته أمس بتهمة القتل العمدي أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بقتل أعز أصدقائه بطريقة بشعة وألقاه في بئر مهجور بغرض سرقة سيارته . مؤكدا أن صديقه "ياسين" هو من طرح عليه فكرة سرقة سيارة وإعادة بيعها ودله على الضحية ، فخططا لكيفية استدراجه وقتله فكان ذلك عن طريق إغراء المرحوم بتمضية أوقات ممتعة مع فتاتين سيتولى هو إحضارهما وعندها قام المتهم بالاتصال بالضحية الذي استحسن الفكرة وضرب له موعدا في اليوم الموالي ، وعند وصولهم المنزل لم يجدوا الفتاتين وعندها قام "ياسين" بخنق الضحية الذي وقع على الأرض ليقوم هو بفتح الباب والهروب مؤكدا أنه لم يعلم بوفاة الضحية إلا عند الضبطية القضائية.