صمت بن بلة أمام جهل بومدين الكبير بما حدث في الجزائر من بعده، ثم قال ''هل تعلم أن الجزائر بعدك حدث فيها حرب أهلية، وأن بوضياف تم اغتياله على المباشر على يد أحد حراسه'' قال بومدين ''لا·· لا·· مستحيل أن تعرف الجزائر حربا أهلية، ومستحيل أن يتحوّل بوضياف رئيسا للدولة ويغتال على يد أحد حراسه·· الجزائر ليست لبنان يا سي حميميد·· الجزائرمكة الثوار·· ويستحيل أن تصبح دولة أو تيوقراطية''·· وبينما هما في حديث طويل تخلله الحزن والشك، مرّ عليهم مجموعة من الأشباح يرتدون الأبيض وكانت الحيرة بادية على وجوههم، وما إن اقتربوا من بومدين وبن بلة حتى ارتفع صوت بن بلة مرحبا بهم قائلا لبومدين··· ''وهؤلاء هل تعرفهم، أكيد أنك تعرفهم··'' فرد بومدين ''لا·· لا·· هؤلاء لا أكاد تبين ملامحهم'' فقال بن بلة ''ذاك الشخص الطويل والمتين الجسم، الجنرال العربي بلخير وبرفقته الجنرال محمد العماري والجنرال فوضيل الشريف'' قال بومدين مستغربا ''لكن في الجزائر لا يوجد جنرالات، يوجد فقط كولونيلات·· ضحك بن بلة من أعماقه ثم قال·· لقد تغيرت الجزائر كثيرا··· أصبح فيها جنرالات، وشيوخ، وأمراء··'' قال بومدين ''وما لهم يبدون قلقين وحيارى'' فراح بن بلة ينادي عليهم، وعندئذ اقترب الجنرال العربي بلخير رفقة الجنرال محمد العماري والجنرال فوضيل الشريف وقدم لهم بومدين فقال الجنرال العماري ''سيدي الرئيس، متى جئت إلى هنا·· كيف تركت الجزائر بعدك·· هل لازالت بخير أم هبّت عليها ريح الربيع العربي؟! وبوتفليقة هل لازال على رأس الحكم؟· فقال بن بلة ''كل شيء على ما يرام في الجزائر·· وليكن في علمكم أن السلطة أقامت لكم مراسم دفن محترمة يوم رحيلكم··'' فقال العماري ''تصور يا سيادة الرئيس، أنني لم أكن أتصور أن أرحل عن الجزائر بتلك السرعة·· كنت أتمنى أن أعيش إلى غاية الانتخابات الرئاسية لعام ''2014 حتى أرى من سيكون الرئيس الجديد للجزائر، فقاطعهما بومدين ''هل ستجري انتخابات رئاسية عام ''2014 أجاب بن بلة ''أجل·· أجل يا سيد بومدين، ألم أقل إن الجزائر تغيرت كثيرا···؟! صمت بن بلة، وعندئذ تدخل الجنرال العربي بلخير·· كل ما أخشاه، أن تسقط الجزائر بين أيدي الإسلاميين·· وإذا ما حدث ذلك لا قدّر الله، تكون كل جهودنا راحت في كيل الزيت···''·