تنتهي الحملة الانتخابية، اليوم، بعد واحد وعشرين يوما من التنافس على استمالة الشارع الجزائري، الذي بدا غير آبه بالموعد الانتخابي، قاعات التجمعات خلت في غالب الأحيان إلا من مناضلي الحزب، تجسيدا للمقولة الشعبية: ''احنا في احنا''· في حين يبدو أن المواطنين كانوا متوزعين بين أشغالهم الخاصة، وممارسة هواية العبث بالملصقات الدعائية للحملة الانتخابية· تزاحمت الأحزاب السياسية على تدبر مقرات عاصمية، لعقد لقاءاتها في اليومين الأخيرين من الحملة الانتخابية، وبينما اختار البعض استغلال يوم السبت كونه عطلة نهاية الأسبوع، اختار البعض الآخر خوض معركة اللحظات الأخيرة، وهكذا قرر حزب الحرية والعدالة إقامة تجمع أخير بالعاصمة، اليوم، بملحقة بلدية الكاليتوس على الساعة الخامسة مساء· أما ''لويزة حنون'' رئيسة حزب العمالو فعقدت البارحة تجمعا بالقاعة متعددة الرياضات لجسر قسنطينة على الساعة الثانية بعد الزوال، وفي الوقت نفسه كان رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، بقاعة حرشة حسان· وبالنسبة لحزب جيل جديد، فقسمت نشاطها بين عمل جواري بباب الزوار البارحة، وتجمع شعبي اليوم اختيرت له قاعة الإخوة بركات بالحراش، وبالنسبة لمنسق حزب الشباب، حمانة بوشرمة، فقد عقد البارحة تجمعا بقاعة الأطلس بباب الواد· أما عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان، فسيكون اليوم في بئر خادم بالقاعة متعددة الرياضات على الساعة الثانية بعد الزوال، في حين ستكون الكلمة الأخيرة لجبهة العدالة والتنمية لرئيسها عبد الله جاب الله بالقاعة متعددة الرياضات بالكاليتوس اليوم ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال· أية تجمعات، لأي شباب؟ حاولنا الحديث إلى بعض الشباب، الذين استهدفتهم الحملة الانتخابية بشكل مباشر، فلم يكن الوصول خلال جولتنا السريعة، إلى شخص مؤيد للعملية الانتخابية أمرا سهلا· الكل ساخطون بطريقة ما، يقول مصطفى (27 عاما) الذي بدا أكثر الأشخاص الذين التقيانهم توازنا: ''لم أحضر تجمعا انتخابيا ولن أحضر أي تجمع مستقبلا، الأمر لا يهمني مطلقا، أنا عامل ولا أظن أني سأنتخب هذه المرة، لأني أشك في أني سأسرح من عملي يوم الانتخاب، وقد سبق لي الانتخاب ليس لأني مؤمن بالوعود، بل من أجل الحصول على المصادقة على بطاقة الانتخاب، تفاديا لأي مشكل مستقبلاب، في حين بدا محسن (22 عاما) الذي يشتغل كحارس سيارات غير شرعي أكثر سخطا، يقول فيما يشبه أنه شعار للمقاطعين: ''والله ما نفوطي في بلاد الخرطي''، ثم يضيف بلهجة ساخرة: ''لم يسبق لي أن نويت المشاركة في الانتخابات، كل ما سبق هو وعود كاذبة لم ينفذ منها شيء، صوت الشباب لم يكن يوما مسموعا، لن أذهب إلى أية قاعة، إذا ما كان هناك مترشح يريد معرفة مشاكلي فليأتي هو''· وحتى ياسر (23 عاما) الذي سيصوت يوم 10 ماي، لم يحضر أية تجمعات انتخابية، عدا تلك المتعلقة بالحزب الذي يميل للتصويت إليه، يقول ياسر: ''10 ماي هو موعد انتخابي هام وسأصوت فيه، لكني مع ذلك أصدقك القول، لولا معرفتي الشخصية بأحد المترشحين، لما كنت لأصوت أبداب، أما فاطمة (22 عاما) فيبدو أنها متفائلة بالانتخابات القادمة، تقول: ''أنا آسفة جدا أني لن أستطيع المشاركة في الانتخابات القادمة، لأني سأكون خارج البلاد، لكني مع هذا أرى أنها مهمة، وستحدد مصير البلد في السنوات القليلة القادمة''، وبالنسبة لعبد الله (26 عاما) فالغرض من التصويت براغماتي لا غير، يقول: ''سأصوت بورقة بيضاء، يهمني الحصول على إثبات الانتخاب حتى لا أواجه مشاكل بالنسبة للإعفاء من الخدمة الوطنية، التجمعات الانتخابية لا تهمني مطلقا، ولن أحضرها أبدا''·