انتشر خبر مواجهات طاحنة، أمس، عبر العديد من المواقع الإخبارية بين قبائل توارق شمال مالي وعناصر تنظيم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا الذي لا يزال خاطفا لمجموعة الدبلوماسيين الجزائريين من منطقة غاو، دون أن تتسرب أنباء عن أحوالهم في قلب هذه المواجهات. ما كان متوقعا منذ مدة حدث البارحة، باحتكاك مسلح بين قبائل الطوارق والحركات الإسلامية المسلحة في شمال مالي. لكن هذه التوقعات جاءت في وقت تحركت فيه كوت ديفوار وفرنسا من أجل دفع الهيئة الأممية لإقرار حل عسكري لفض النزاعات، قبل أن تتراجع حدة المطلب بزيارة مسؤول إيفواري التقى بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل يومين، بينما لا تزال باريس تسعى لإقناع الرأي العام الدولي بالتدخل عسكريا في المنطقة. مساعي الجزائر التي تريد التوصل لحل سلمي تصنعه كافة الأطراف المتنازعة في مالي بلا إقصاء، اصطدمت بقوة بمعطى اندلاع مواجهات مسلحة لا يملك أي طرف أن يحدد موعد نهايتها. ونقلت وكالات أنباء منها الجزائرية والفرنسية ومواقع إخبارية أخرى عن شهود على مواجهات وقعت أمس في غاو (مالي) بين متمردين طوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد، وإسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا في منطقة تقع تحت سيطرة الحركة الوطنية لتحرير ازواد. ونقل الشهود أيضا بأن المقاتلين من الطرفين يستعملان الأسلحة الثقيلة، مؤكدين سقوط عدد من القتلى خلال تلك المواجهات. وتذكر أخبار الوكالات أيضا أن نينا عمرو شقيقة عضو في المجلس البلدي الذي قتله مسلحون مساء الاثنين قالت ''إننا نسمع عيارات نارية، ومقاتلي الحركة الوطنية لتحرير ازواد يطلقون النار عليناب، مبدية خوفا شديدا من الوضع، وأردفت أن مجموعة من مقاتلي اموجاو'' حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا توجهوا إلى معسكر الحركة الوطنية لتحرير ازواد في حي اشاتو دوب كما يسمى وأكد ذلك شاهد آخر أيضا. ويحدث هذا التطاحن بين المقاتلين الطوارق والإسلاميين، عقب تظاهرات عنيفة في غاو، قامت بسبب اغتيال عضو المجلس البلدي ادريس عمرو المدرس والعضو في حزب الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري، فأججت غضب السكان. ونقلت الأخبار أيضا أنه اأطلق مسلحون النار على مئات المتظاهرين فقتلوا شخصا على الأقل وأصابوا عشرة آخرينب وسط اتهامات للحركة الوطنية لتحرير ازواد بإطلاق النار على الحشود الكن الحركة نفت ذلك قطعا وتحدثت عن اتغليطب من طرف أعدائها من حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا. وأعلن ابراهيم اغ محمد الصالح المسؤول في الحركة الوطنية لتحرير ازواد من واغادوغو أن االحركة الوطنية لتحرير ازواد تدين بشدة قتل عضو المجلس البلدي'' وبتدين أيضا بشدة مطلقي النار على حشود عبرت عن استيائها في غاو، أيا كان انتماؤهم''. وقد أعلنت حركة اموجاوب حسب ما نزل في المواقع اعتقال شخصين متهمين بقتل عمرو دون أن توضح انتماءهما إلى الحركة الوطنية لتحرير ازواد . وتحتل حاليا كل من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وأنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير ازواد وعدة مجموعات إجرامية مدنا ومناطق شمال مالي بأكملها من تمبكتو مرورا بكيدال وصولا لغاو منذ أشهر، لكن الحساسية الأكبر تسود بين حركة الأزواد والإسلامييين بسبب إعلان الأولى الاستقلال أحادي الجانب، بينما تريد الثانية فرض الشريعة في مالي كلها مع الحفاظ على الوحدة الترابية.