في السنوات القليلة الماضية.. اكتشفت بالصدفة المحضة شاعرا اسمه طاغور.. شاعرا تنبض كلماته بالمحبة ونور القلب.. وتقص أشعاره تفاصيل الفناء في المحب.. يعلّمك بين أحرفه كيف يستحيل الأنا إلى اللامعنى.. وكيف يخلق العطاء أسمى المعاني.. شاعر ينتمي إلى كل الأجناس.. أو تنتمي الأجناس كلها إليه.. عندما تقرأ كلماته تلوم نفسك كيف تأخرت كل هذا الوقت لتتعرف عليه خصوصا وأنك في كل صفحة تقلبها تشعر أنه كتب لك لوحدك.. كتب من أجلك.. لتعرف كيف تحب. في كتابها الزواج من بوذا كانت الكاتبة الصينية الرائعة وي هيوي تضع بعض أشعار طاغور.. تلك الأشعار مكتوبة بكل الحكمة التي أتت بها المعرفة وبعد نقطتين كتب طاغور ، قلبت الكتاب وأعدت تقليبه.. ثم تساءلت بجهل فظيع ممزوج بالكثير من الدهشة، من هو طاغور؟ في الأيام القليلة اللاحقة اكتشفت من يكون، إنه فنان متكامل، شاعر.. روائي.. مسرحي.. رسام.. إنه فنان شمولي من قلب الهند، حاصل على جائزة نوبل، وفي المعرض الدولي للكتاب فرصتنا الوحيدة في الجزائر للاحتكاك بعالم المعرفة عثرت عند دار نينوى السورية على كتاب رائع تحت عنوان طاغور.. شاعر الهند الملهم لمحمد سعيد الطريحي، ورغم روعته لم يشفِ غليلي تماما في التعرف على هذا الفنان الفذ.. الذي احترت كيف نجهله بهذا الشكل رغم أنه شاعر إنساني بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، تشعر أنه يداوي جراحك ويمدك بطاقة سحرية للتغلب على أحقادك.. كيف لم يمر هذا المناضل من أجل بلده ولغتها يوما في مقرراتنا الدراسية؟ كيف لا نسمع برجل من هذا المقام من أحد أساتذتنا من الابتدائي إلى الجامعة.. كيف لا تتعثر كلماته بقلوبنا كل هذا الزمن.. وحدهما السعيد بوطاجين ومحمد بن زيان لمحا لهذا الرجل في مواضيعهما في الأثر، وكانت تلك الصدفة الثانية التي تسعدني حول هذا الشاعر الفذ، لذا قررت أن استكتبهما لكم في هذا العدد الخاص بمناسبة ذكرى وفاة طاغور التي تصادف 7 من شهر أوت، ورغم التأخر الذي حدث لم أرغب أن أفوّت فرصة الحديث عنه ولو قليلا، وستكتشفون عند القراءة روعة وصدق ما كتباه، والشكر كل الشكر للكاتبة الصينية المتمردة وي هيوي.. فقط أُلْفِتُ انتباه القراء الكرام إلى أن مقال لحظات مع طاغور لسيد قطب و التصوف عند طاغور ل ب. ك. اشاريا، هما عن كتاب طاغور شاعر الهند الملهم دار نينوى.