أقدمت الشرطة، أمس، على تطهير عدة أسواق فوضوية بالعاصمة، على رأسها السوق الفوضوية الواقعة في محمد بلوزداد، التي شهدت توقيف بائعين فوضويين لبيعهم أدوات مدرسية بقيمة 60 مليون سنتيم، في الوقت الذي عبر هؤلاء عن تذمرهم من هذه العملية التي وصفوها في تصريح ل “الجزائر نيوز"، بأنها ستقضي على مصدر قوتهم وقوت أبنائهم. هدوء حذر بأحياء بلكور خيّم الهدوء الحذر على شوارع بلكور التي شهدت إبتداء من ساعات الصباح الباكر بالأمس، تواجدا مكثفا لعناصر الشرطة بمناطق تواجد الباعة الفوضويين لمنع هؤلاء من عرض سلعهم على الطرقات والأرصفة، حيث لم تسجل أية مواجهات بين الطرفين سوى حادثة توقيف شقيقين كانا على وشك بيع أدوات مدرسية بقيمة 60 مليون سنتيم، حسبما كشف عنه أحد الباعة الفوضويين ل “الجزائر نيوز"، بعدما دخلا في مشادات كلامية مع عناصر الشرطة. وأوضح الباعة الفوضويون أن أغلبهم لا يملك مصدر رزق دائم ممّا يضطرهم للجوء إلى هذه التجارة غير الشرعية “فأمام غلق مصدر دخلنا الوحيد، ماذا سيكون مصيرنا، كان من الأجدر للبلدية أن تقوم بتوفير سوق شرعية لنا بدل مهاجمتنا بهذا الشكل"، فيما اضطر البعض لمزاولة النشاط التجاري في هذه السوق الفوضوية بسبب كون راتبه الشهري لا يتجاوز 18 ألف دج، يضيف أحد الباعة الفوضويين الذي صرّح ل “الجزائر نيوز" أنه لو وفرت الدولة مناصب عمل دائمة وأجرا شهريا محترما لما اضطر هؤلاء للبحث عن مصدر دخل آخر حتى لو كان غير شرعي، وأنهم يبحثون كافة الخيارات للردّ على هذا التصرف في حال استمراره في الأيام القليلة القادمة. في حين أكّدت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان صحفي، تحصّلت “الجزائر نيوز" على نسخة منه، أنها شرعت في تطبيق سلسلة من العمليات الهادفة لتطهير أحياء العاصمة من الباعة غير الشرعيين، وأن هذه العملية إنطلقت على مستوى المقاطعة الإدارية لحسين داي، تحديدا في حي محمد بلوزداد، منذ الساعة الخامسة صباحا، في ظروف جد حسنة ودون تسجيل أي حادث، مشيرة إلى أنّ هذه العمليات ستستمر إلى غاية تطهير العاصمة كليا من الباعة الفوضويين لضمان راحة المواطنين. المواطنون مستاءون من الأسواق الفوضوية ولدى اقترابها من المواطنين بشارع محمد بلوزداد، عبر المواطنون ل“الجزائر نيوز" عن إرتياحهم لهذه العملية التي رأوا أنها تضمن الأمن العام في الطرقات والشوارع “حيث أنه وقعت العديد من حوادث السرقة، إستعمال السلاح الأبيض وحوادث العنف اللفظي في هذه الأسواق، في ظل غياب عين الدولة عنها"، مشيرين إلى أن هذه الأسواق الفوضوية، قد غيّرت وجه العاصمة الأبيض وجعلتها مأوى لكافة أنواع القاذورات والروائح الكريهة، إلى جانب قطع الطرقات في وجه السيارات والمارة، غير أن ما يقلقنا هو أن يكون تصّرف عناصر الشرطة بمنع البائعين الفوضويين بحي بلكور من مزاولة نشاطهم مؤقّت، حيث سبق أن قامت الشرطة بعمليات من هذا النوع، لتتراجع عنها لاحقا ويعود هؤلاء الباعة وكأن شيئا لم يكن". تعليمة وزارة الداخلية وقد أكد مصدر من الشرطة ل“الجزائر نيوز"، أن عملية تطهير سوق محمد بلوزداد يندرج في سياق تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي تأمر فيها الولاة ورؤساء الدوائر بمنع أي تصرف ينتج تشويها للأرصفة أو وجه المدينة، وأن هذه العملية سوف تبدأ بالعاصمة لتعمّم عبر كامل ولايات الوطن، حيث لاحظت الوزارة وجود عدّة شكاوى من طرف المواطنين من هؤلاء الباعة الذين يتسببون بالإزعاج إلى جانب مشاجرات في أحياء العاصمة، وحرصا منها على راحة المواطن فإن وزارة الداخلية قد قرّرت، حسب المصدر نفسه، منع هؤلاء التجار غير الشرعيين من الإستمرار في هذا النشاط التجاري غير الشرعي، حيث تعتبر التجارة غير الشرعية مصدرا من مصادر الجريمة وانتعاش تجارة المخدرات وبيع المنتجات الغذائية الفاسدة.