عاشت مدينة مستغانم، سهرة أول أمس، على وقع ترقبات المشاركين في مسابقة ولد عبد الرحمن كاكي للكتابة الدرامية، في طبعتها الخامسة، بمعدل 300 نص بلغ لجنة التحيكم، التي قالت في تقريرها إن الكثير من الكتاب لا تتوفر فيهم شروط المسابقة، ويعانون من فقر حاد في الثقافة المسرحية. وقد عادت الذهبية لعلي ناصر عن نصه “عاشقة باطل". تجددت رغبة هواة المسرح بمستغانم، بتحويل جائزة عبد الرحمن كاكي، إلى مؤسسة قائمة بذاتها، تتوفر على كل الإمكانات اللازمة والضرورية، لتكون الإطار القار والدائم الذي يحافظ على استمرارية الفن الرابع في هذه الولاية. وهو ما أشار إليه رشيد جرورو في كلمته المختصرة، علما أن جمال بن صابر هو صاحب فكرة الجائزة، لإحياء ذكرى ابن الحي الشعبي تجديت صاحب “ديوان القراقوز" و “132 سنة". تلقت لجنة تحكيم هذه السنة زهاء 300 نص، احتفظ ب 46 فقط، أشرفت على قراءتها لجنة تحكيم برئاسة إبراهيم نوال، وعضوية حميد رابية، حميد حباطي، لوعليلي أحمد وقادة محمد مقرر اللجنة الذي قرأ أمام القاعة مجمل الملاحظات المسجلة على ضوء القراءات، أولها أن أغلب النصوص لم تستوف شروط الكتابة الدرامية العالمية والمتعارف عليها، فيما أظهر البعض جهلا للثقافة المسرحية، ما جعل النصوص لا ترتقي إلى مجرد نص عام خاصة وأن الألفاظ السوقية استعملت بقوة في كثير من الأعمال المقترحة على اللجنة. وهي الملاحظات التي تكشف استخفاف الكثير من الأسماء التي تتحين الفرص، من أجل الظفر بلقب جائزة كاكي المسرحية، والتي بمغامرتها هذه تهدد صحة الخشبة الجزائرية، وتصيبها بفيروس قد يصعب الشفاء منه. من جهة أخرى، أوصت لجنة نوال، بضرورة تنصيب لجنة انتقاء النصوص، مهمتها الأولى تصفية الأعمال والنظر فيما إذا كانت تحترم شروط المسابقة أم لا، قبل عرضها على لجنة التحكيم الوطنية. ثانيا دعت اللجنة الكتاب إلى الاحتكاك بالنصوص العالمية لاكتساب تقنيات الكتابة الدرامية والتشبع بالثقافة المسرحية والأدبية وكل ما قد يفيد في بناء نص فني موجه للخشبة. ثالثا أشار التقرير إلى أهمية إعادة إحياء ورشات تكوينية في الكتابة الدرامية. الكاكي الذهبي يختار البقاء في مستغانم رافق إعلان نتائج المسابقة هذه السنة، حفلا موسيقيا حافلا في بدايته، خاصة بصعود الوجه الفني الجديد محمد صابي، الذي أدى باقة من الأغاني الشعبية والعاصمية أرقصت أعضاء الفرق الهاوية، ورفهت على نفوس المستغانمية الذين استحلوا موسيقى فرقة رياض الفتح. إلا أن ساعة الحسم أعادت الجميع إلى صوابه، بصعود مقرر اللجنة محمد قادة، وهو ينادي للمتوجين تصاعديا: برنيسة عبد الكريم في المرتبة الرابعة (جائزة تشجيعية بقيمة 10 مليون سنتيم) عن نصه “الركيزة"، الجائزة الثالثة أو “الكاكي البرونزي" لقوبة أحمد عن نصه “مسافر في حلم" (بقيمة 15 مليون س)، الجائزة الثانية أو “الكاكي الفضي" لعبد المجيد شريف عن نص “انتصار الحق" (بقيمة 20 مليون س)، أما الجائزة الأولى أو “الكاكي الذهبي" فاختارت البقاء في مستغانم حيث يسكن ناصر علي مؤلف مسرحية “عاشقة بطال" (بقيمة 30 مليون س)، على أن يتكفل أحد المسارح بإخراجها جهويا، في حالة تحقق شرط جرورو الذي سبق الإعلان عنه ل “الجزائر نيوز"، حين قال إن دعوة مدراء المسارح الجهوية تم بشرط أن يتكلفوا بالنصوص المتوجة على مستواهم.