رغم أن نسبة الإضراب المسجلة في اليوم الأول والثاني لم تتجاوز 10 بالمائة في وقت انعدمت فيه مظاهر الإضراب تماما في الكثير من بلديات القطر الوطني، إلا أن مصالح الحالة المدنية شهدت إقبالا منقطع النظير وهستيريا أرجعها الكثير إلى التداول الإعلامي لخبر الإضراب وكذلك الدخول المدرسي والاجتماعي الذي يتزامن مع شهر سبتمبر. هذا، واستقبلت مصالح الحالة المدنية بمختلف بلديات الجزائر العاصمة المواطنين لاستخراج وثائقهم في ظروف عادية، حسب ما لوحظ ببلديات محمد بلوزداد والمدنية والقبة، حيث امتلأت مكاتب استخراج وثائق الحالة المدنية على آخرها واصطف المواطنون لاستخراج شهادات ميلاد أبنائهم تحسبا للتسجيلات المدرسية، حيث سيلتحق التلاميذ بمقاعد الدراسة يوم الأحد 9 سبتمبر. كما سجلت طوابير كثيفة قبالة العون المكلف باستخراج شهادة الإقامة الذي أكد أن عمال البلدية، وفي مقدمتهم العاملون بمصالح الحالة المدنية الذين باشروا عملهم بشكل عادي، صبيحة أمس، ولم يتوقفوا عن العمل بالرغم من البيان الذي دعت فيه فدرالية عمال البلديات إلى الإضراب. فيما اتسم الوضع على مستوى بلدية المدنية باستقبال عدد متواضع من المواطنين مقارنة ببلدية بلوزداد، حيث كان موظفو مصلحة الحالة المدنية منهمكين في أداء مهامهم لتلبية طلبات المواطنين من شهادات الميلاد والإقامة وغيرها. وفي هذا الإطار، أكد أحد الموظفين بهذه المصلحة أن عمال هذه البلدية باشروا عملهم كالعادة، إذ استقبلوا المواطنين في حدود الساعة الثامنة بغرض استخراج وثائق الحالة المدنية لتحضير الملفات الإدارية التي يكثر عليها الطلب في هذه الفترة من السنة بسبب الدخول الاجتماعي. من جهتهم، استحسن أغلب المواطنين الذين تمت مقابلتهم في بهو مصلحة الحالة المدنية سرعة الخدمة ونوعيتها خاصة مع استخدام أجهزة الإعلام الآلي التي مكنت من تفادي حدوث أخطاء إملائية عند كتابة الأسماء والألقاب. من جانبه، أكد أحد الشباب الذي كان بصدد استخراج شهادة الإقامة أن الأمور عادية، مستدلا في ذلك بالشهادة التي كانت بحوزته والتي تمكن من استخراجها في ظرف لم يتعد خمس دقائق. نفس المظاهر لوحظت ببلدية القبة التي قصدها عدد كبير من المواطنين بالنظر إلى شساعة مساحتها، حيث شوهدت حركة كثيفة نتيجة توافد عدد كبير من الشباب والشابات تمكنوا من استخراج جل وثائقهم من مكاتب مصلحة الحالة المدنية.