إن ظاهرة الازدحام أمام شبابيك إصدار وتسليم وثائق الحالة المدنية، أصبحت شبه مألوفة في العديد من البلديات خاصة في أماكن التجمعات السكنية الكبرى، حيث تشهد مقرات هذه البلديات توافد العديد من المواطنين عليها لاستخراج وثائق الحالة المدنية، مما يخلق ضغطا ملحوظا على شبابيك إصدار وتسليم وثائق الحالة المدنية، ونفس الشيء يتم تسجيله عند الدخول المدرسي والاجتماعي أو بمناسبة كل عملية انتخابية· وعلى غرار هذه الظاهرة السلبية، يعاني المواطنون مشاكل جسيمة تتعلق بالدرجة الأولى بالأخطاء التي تقع عند استخراج وثائق الحالة المدنية، خاصة في الأسماء ونقائص في المعلومات منها عدم وضع ختم وإمضاء موظف الحالة المدنية الذي قام بملء الوثيقة، من جهة أخرى هناك مشاكل تقع على مستوى السجلات التي تكون غير مطابقة لما هو موجود بالدفاتر العائلية· ومن بين بلديات العاصمة التي يشتكي مواطنوها من الاكتظاظ الحاصل على مستوى مصلحة الحالة المدنية وطوابير الانتظار لفترات طويلة بالحالة المدنية هي بلدية الحراش التي لا تزال تستعمل الطريقة القديمة باعتمادها على السجلات، بحيث يلقى المواطن عوائق في استخراج شهادة الميلاد الأصلية في وقت قصير، بحيث يتم إيداع الدفاتر العائلية صباحا ليتسلموا بذلك الوثيقة مساء أو في اليوم الموالي، وهذا ما سبب للعديد من المواطنين الذين قدموا من مناطق بعيدة عن مقر البلدية انزعاجا كبيرا استلام دفاترهم العائلية بحجة انقضاء المدة التي تسلم فيها الدفاتر، وهذا ما يعتبره المواطنون عراقيل في حصولهم على الوثائق، إذ يضطرون إلى التغيب عن العمل أو الدراسة من أجل ذلك· فحسب ما أكده أحد المواطنون ل''الجزائر نيوز''، فإنه في كل مرة يعود أدراجه بسبب طول الانتظار دون استخراج الوثيقة، وأضاف في حديثه أنهم في الكثير من المرات تصادفهم أخطاء إملائية في الوثائق المستخرجة بعد طول انتظار دون التنبه إلى ذلك، ويرجع سبب ذلك إلى الضغط الكبير للعمل المتراكم الذي يعاني منه موظفو الحالة المدنية، بالإضافة إلى نقص الشبابيك مقابل زيادة عدد السكان الكبير مقارنة بالسنوات الماضية· ومن أجل ذلك، يطالب سكان بلدية الحراش من السلطات الوصية إيجاد حل لهذا المشكل الذي أصبح عائقا أمامهم لاستخراج الوثائق الأصلية، وذلك باستخدام أجهزة الإعلام الآلي مثل العديد من بلديات العاصمة·