أصدرت مؤسسة “إيديا تيك" تقريرا مفصلا من دراستها الدورية المعنونة ب “واب ديالنا" الذي تضمن نتائج الاستطلاع الذي أجرته خلال الفترة الممتدة من الفاتح أوت إلى 15 سبتمبر 2012، مست 13600 مستخدم جزائري عبر 33 موقعا جزائريا. وقد أظهرت النتائج ارتفاع عدد مستخدمي الأنترنت بين فئة الشباب بنسبة تجاوزت 60 بالمائة، يحتل فيها المتعاملون الصدارة ب 63.4 بالمائة للجامعيين و18.2 لطلبة الثانويات، كما أن النسبة الأكبر من المستخدمين تتمركز في ولايات الوسط بنسبة تجاوزت 50 بالمائة. فيما عبرت نسبة 75 بالمائة عن مدى تحمسها للخدمات التي سيجلبها اعتماد رخصة الجيل الثالث للهاتف النقال. وأضافت الشركة المتخصصة في إعداد الاستبيانات وسبر الآراء حول سلوك مستخدمي الأنترنت من الجزائريين، أن فئة الذكور لا تزال تظهر اهتماما ملحوظا بالتقنيات الحديثة بنسبة 68.7 بالمائة مقارنة بفئة الإناث التي لم تتجاوز نسبتها 31.7 بالمائة، وربما مرد ذلك يعود إلى بعض الأفكار الاجتماعية السلبية التي لا تزال رائجة بين أوساط المجتمع تجاه الأنترنت. التقرير أضاف إن نسبة الجزائريين المتصلين بالأنترنت من منازلهم وصلت مستوى قياسيا ب 88 بالمائة، متجاوزة بذلك نسبة المتصفحين انطلاقا من أماكن أخرى كأماكن العمل ب 31.2 بالمائة ومقاهي الأنترنت التي تراجع روادها خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى 21.4 بالمائة، فيما لا يزال استخدام الأنترنت انطلاقا من المؤسسات التعليمية يحتل مراتب دنيا ب 10.8 بالمائة. التقرير كشف أيضا أن اهتمامات المستخدم الرئيسية، عبر ارتباطه بالأنترنت هي تصفح البريد الإلكتروني واستخدام محركات البحث، بنسب على التوالي 78.8 بالمائة و72.6 بالمائة، على الرغم من كون هذه الخدمات كلاسيكية نوعا ما للمستخدم، مقارنة بالخدمات والمواقع الاجتماعية التي عرفها هذا المجال في السنوات الأخيرة، إذ بلغت نسبة زيارة المواقع الاجتماعية 55.3 بالمائة، ومواقع الفيديو ب 47.6 بالمائة. وقد يعود ذلك إلى تحسن سرعة تدفق الأنترنت خلال الفترة الأخيرة، بدليل أن التقرير ذاته يؤشر على نسبة 30.9 بالمائة من المستخدمين تفوق سرعة تدفق الأنترنت لديهم 512 كيلوبيت في الثانية و34.7 بالمائة ب 1 ميغابيت في الثانية، أضف إلى ذلك خدمات التوظيف والبيع عبر الأنترنت التي لا تزال تحظى باهتمام شريحة واسعة من الجزائريين، رغم تراجع استخداماتها خلال الفترة المذكورة باحتلالها نسبة 39.8 بالمائة. لكن تظل من المجالات الواعدة في سوق الأنترنت في الجزائر، لذلك تجد أصحاب هذه المواقع يسرعون في دمجها بالخدمات الحديثة التي أضحت مطلوبة بكثرة من قبل المستخدم كالخدمات الاجتماعية والصفحات الموجهة للهواتف الذكية. أما عن ترتيب مصادر الخبر بالنسبة للمستخدم الجزائري، فأضحت الأنترنت هي المصدر الرئيسي للأخبار بنسبة 74.5 بالمائة، مكتسحة بذلك الوسائل الكلاسيكية كالتلفزيون الذي بلغت نسبة استخدامه 15.3 بالمائة والصحافة الورقية ب 8.5 بالمائة والإذاعة ب 1.1 بالمائة، حسب الدراسة ذاتها.