في الوقت الذي اتجه فيه العالم إلى العولمة و القرية الصغيرة ، تبقى الأمية الإلكترونية العقبة التي تحول دون تحقيق العالم الافتراضي و الرقمي الذي يسعى إليه العقل البشري ، و بالخصوص في الدول المتخلفة التي تبقى نسبة الأمية الإلكترونية مرتفعة حتى بين أوساط المثقفين و ذوي المستوى العلمي ، فماذا عن هذه الظاهرة في الجزائر ؟ 82 بالمائة نسبة الأمية الإلكترونية في العالم يعد العالم حاليا حوالي ست مليارات و نصف نسمة ، و قد أحصت المعاهد الدولية للإحصاء ما يقارب حواليمليار و 245 مليون يستخدمون شبكة الإنترنت، أي ما يمثل نسبة توصيل بشبكة الإنترنتتقارب 18 بالمائة ، و هذا يعني أن 82 بالمائة هي نسبة الأمية الإلكترونية فيالمعمورة. و بمعنى آخر إن حوالي 82 بالمائة من سكان العالم لم تشملهم الثورةالمعلوماتية بعد و لم يعتمدوا التكنولوجيات الحديثة لتأمين مختلف تعاملاتهم في شتىالمجالات الاقتصادية و الإدارية و الاجتماعية و غيرها من الأنشطة الحيوية. و حتى نسبة 18 بالمائة من سكان العالم المتصلونبشبكة الإنترنت، فقد بينت هذه الإحصائيات مدى تفاوت هذه التوصيلية بين مختلفالقارات، بل و حتى بين مختلف الشعوب في نفس القارة، إذ نلاحظ أن هذه التوصيلية تبلغ4.7 بالمائة في القارة الإفريقية و لكنها تفوق 55 بالمائة في القارة الأسيوية و70 بالمائة في أمريكا الشمالية.
الجزائر لا تزال تحارب الأمية الكلاسيكية فما مصير الأمية الإلكترونية حسب آخر حصيلة قدمتها الحكومة الجزائرية لمحو الأمية فإن ما يزيد عن ستة ملايين و 400 ألف شخص أمي موجود في الجزائر ، وهو ما يعادل نحو17 بالمائة من مجموع السكان البالغ عددهم 34 مليون نسمة ،و 22 ولاية من بين 48 لا تزال بها نسبة الأمية مرتفعة ولكنها صارت قليلة جدا في المدن ومتفشية في الريف خاصة بين النساء. هذا وقد بلغت نسبة الأمية في الجزائر بعد الاستقلال بحدود 92 %، وتقلصت النسبة تدريجياً بفعل سياسة التعليم الإلزامي المجاني التي انتهجتها الدولة ،ولكنها اليوم تجد نفسها أمام شبح الأمية الإلكترونية التي تمس كل الفئات و لا تستثني حتى المتعلمة و بالخصوص الجيل القديم كون الجيل الحالي وجد نفسه أمام وسائل تكنولوجية متعددة و حتمت عليه أن يكون إنسان معلوماتي كون هذا الأخير أصبح موضة تفرض نفسها دون أي سابق إنذار. لا تزال الجزائر متخلفة عن معدل إنتشار الإنترنت بنسبة 13،6 ٪ ،و بلدنا هو الآن وراء الجارتين تونس و المغرب شمال أفريقيا ،و سواء على المستوى القاري ومستوى المجتمع المحلي. نسبة مستخدمي الأنترنيت في الجزائر تقدر ب4.3 بالمائة ووفقا لتصنيف البيانات التي قدمتها إحصاءات الإنترنت العالمية ، وقد تم تجميعها مع البيانات الصادرة عن نيلسن أون لاين الإنترنت ، والمعهد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية (إييت) ومصادر أخرى ، تأتي الجزائر في المرتبة 13 من بين 17 بلدا عربيا من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. في المقابل مع هؤلاء المستخدمين الذي يقدر عددهم 4700000 لنسبة سكان تقارب 35 مليون نسمة ، تحتل الجزائر المركز الرابع من حيث عدد المستخدمين. وعلى الرغم من معدل النمو الذي إنفجر بنسبة ٪ 10 وعلى مدى العقد الماضي ، فإن بلدنا لا يمثل سوى 4،3 ٪ من مستخدمي الانترنت في إفريقيا. و تحتل تونس المرتبة الأولى في إفريقيا و المرتبة السادسة في العالم العربي بعدد 3.6 مليون مستخدم لعدد سكان يقدر ب10.5 مليون نسمة ، و يمكن القول إن تونس هي أول بلد في المغرب العربي من حيث معدل اختراق أنترنيت بنسبة (34 ٪) ، يليها المغرب (33 ٪) مع 10442500 المستخدمين من السكان البالغ عددهم 31600000. ووفقا لهذا التصنيف من حيث عدد المستخدمين ، والجزائر هي الدولة الثامنة في أفريقيا في عدد مستخدمي الإنترنت. وسبقتها نيجيريا (43982200) ومصر (17060000) ، المغرب (10442500) وجنوب أفريقيا (5300000). وعلاوة على ذلك ، يضع هذا التصنيف مصر في مرتبة الصدارة على مستوى المجتمع المحلي. مع أكثر من 17060000 مستخدمي من مجمل السكان البالغ عددهم 80000000 نسمة ، وهي بذلك تتصدر العالم العربي بنسبة 21،2 ٪ ، ونسبة انتشار زيادة قدرها 3،691 ٪ في 10 أعوام . ويبلغ نصيب مصر 15،4 ٪ من مجموع المستخدمين في أفريقيا ، و تأتي في المركز الثاني خلف نيجيريا و تليها المملكة العربية السعودية المرتبة الثالثة وراء الجزائر والمغرب. و قد بلغ عدد المستخدمين في هذا البلد 9800000 مستخدم ، مع معدل اختراق يقدر ب 38 ٪ ، ونصفه من نصيب دولة الإمارات العربية المتحدة ، والمملكة لا يزال هناك الكثير من العمل يجب القيام به من أجل اللحاق بالركب .
"أدسال" تخترق الأمية الالكترونية ب 50 بالمائة مستخدم بين عامي 2009 و 2010 وصل عدد مستخدمي "أدسال" إلى نسبة 50 بالمائة و هذا ما كشفت عنه الجمعية الجزائرية لمستخدمي الأنترنيت ، إذ أكدت دراسة أجريت مؤخرا من قبل شركة استشارية للبحوث والأسواق في الجزائر أن عدد المشتركين في الجزائر عبر الإنترنت سجل نموّا قدر ب 12،8 ٪ على مدى السنوات الخمس المقبلة. ومع ذلك أشارت إلى أن معدل الاختراق لا تزال منخفضة بنسبة 3،2 ٪ في 2013 مقابل 2،2 ٪ حاليا. وتقدر الدراسة معدل انتشار النطاق العريض بنسبة 1،9 ٪ فقط ، مشيرة إلى أن عدد المشتركين لا يتجاوز 1.3 مليون شخص عن السوق الذي يتجاوز 36 مليون شخص. وأشار التقرير الذي أعدته الشركة الاستشارية أن النطاق العريض المشترك الرقمي غير المتماثل ، التي بدأت في 2003 ، بدأت تنمو مع 602000 مشتركين ، يمثلون حوالي 85 ٪ من جميع وصلات الانترنت. الحكومة تسريع وتيرة لتصل إلى 100 ٪ من الاتصالات واسعة النطاق في عام 2013. الجزائر رائدة في إستعمال تقنية "واي ماكس" وبخصوص التأخير الذي واجهه استخدام بلدنا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فإن وزارة البريد وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ،تبذل جهودا معتبرة للحاق بوكب الأنترنيت ، وتقليص الفجوة الرقمية التي تفصل بين الجزائر والدول المتقدمة الأخرى في هذا المجال . و نشر تقنية"واي ماكس" يلائم هذا الإطار ، وهذا باعتبار الجزائر واحدة من بين ست دول عربية حققت تقدما في هذه التكنولوجيا ،وحتى الآن ، واي ماكس متوفرة فقط في الجزائر ، البحرين ، الأردن ، الكويت ، المملكة العربية السعودية وتونس . وتشير الدراسة ذاتها إلى أن مقدمي خدمات الإنترنت) يعتمد اعتمادا كليا على الشبكة والبنية التحتية للاتصالات الجزائر الحالية هي التي تحتكر في هذا المجال. وعلاوة على ذلك ، وآخر دراسة عن معدل نمو عدد مستخدمي الانترنت في جميع أنحاء العالم تبين أن أعدادهم في جميع أنحاء العالم سوف تنمو من 1.5 مليار اليوم إلى 2.2 مليار في 2013 ، بزيادة قدرها 45 ٪ . مع ربع عدد مستخدمي الانترنت في جميع أنحاء العالم وأوروبا في المرتبة الثانية بعد آسيا. هذا الأخير لا يزال هو المحرك الرئيسي للنمو بنسبة 43 ٪ من السكان على الانترنت ، وسوف يعيشون في آسيا في عام 2013 ، بما في ذلك 17 ٪ في الصين ، حيث معدل النمو في عدد مستخدمي الإنترنت سيكون 11 ٪ سنويا. في نفس الدراسة ، بحلول عام 2013 سوف يكون هناك المزيد من مستخدمي الانترنت في الصين من الولاياتالمتحدة. وسيصل عدد مستخدمي الانترنت في الهند التي تزيد عن اليابان وألمانيا والبرازيل مجتمعة. وفي المقابل ، فإن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ستحقق معدلات نمو أقوى تجربة الإنترنت في العالم ، بقيادة دول مثل ايران و مصر و نيجيريا . مسؤولة الشبكات ب"سيريست "تؤكد : عدد المواقع الإلكترونية يصعب تحديده و المقاهي الإلكترونية تفوق 45 ألف و قد أكدت مسؤولة الشبكات بمركز البحث حول المعلومات العلمية و التقنية " سيريست" ،السيدة مواهب في اتصال لها ب"الجزائرالجديدة "،أن عدد المقاهي الإلكترونية في الجزائر وصل في العام الماضي إلى أزيد من 45 ألف مقهى إلكتروني و هو مرشح للارتفاع ،كونه وجهة الشباب المفضلة ،أما عدد المواقع الإلكترونية فهي لم تخضع للتسجيل كون التقييم يخضع لتصنيف إلكتروني مثل "أورغ ،دزد" و غيرها ،كما أن صاحب الموقع هو من يختار التصنيف و لهذا فهي صعبة لكي تحسر في عدد معين و لكن المركز يستقبل يوميا ملفات لتسجيل المواقع على مستوى المركز . أنيسة.ب