نقلت المجموعة الصوتية النسائية العراقية “طيور دجلة" الجمهور الذي حضر إلى المسرح الجهوي لقسنطينة إلى الأجواء العذبة التي تحن إلى المقام العراقي والموسيقى التراثية لبلاد الرافدين عبر.. بلد السويد. فهذا الكورال الذي يتألف من 24 امرأة إضافة إلى رئيس الأوركسترا الأستاذ المايسترو علاء مجيد، في الواقع هم مغتربون عراقيون يقيمون بهذا البلد الاسكندنافي. وقد تأسست به عام 2008 هذه المجموعة الموسيقية. ويمكن حتى القول أنها لم يسبق لها مثيل. وكان العرض المقدم سهرة الإثنين الماضي، على ركح المسرح الجهوي لقسنطينة تزامنا والحفل الثالث من المهرجان الدولي السادس للمالوف حقا ناجحا بكل المقاييس وتمكن من تقديم لحظات موسيقية رائعة وأصيلة للجمهور وهي الخبرة التي لعبت دورها وجعلت الحفل الموسيقي لهذه المجموعة مؤثرا ورائعا وملفتا. ومن سيدات المجموعة الصوتية “كوريست" من تؤدين منفردات بتمكن وحس كبيرين مقاطع من التراث الموسيقي العراقي علما أنه لم تكن في الواقع أية قاعدة في الغناء أو الموسيقى. فهن مدفوعات بحب الوطن ومتشوقات لإظهار للشعب السويدي وللعالم بصفة عامة صورة أخرى عن العراق غير تلك التي تظهر الدمار والخراب والعنف التي صارت تنقلها وسائل الإعلام في الأعوام الأخيرة حول هذا البلد الجريح المتألم والمشتت بسبب الحرب. وقررت هذه المجموعة من السيدات العراقيات المقيمات بالسويد المبادرة بإنشاء هذه المجموعة الصوتية. وتقول عيدان بسعد، باعثة هذا الكورال والتي عاشت بداية سنوات التسعينيات في المدينة الجزائرية باتنة وأنجبت بها مولودها الأول: “نحن نريد أن نقول لكل من لديه نزعة أو ميول للنسيان أن أرض العراق عرفت ميلاد واحدة من أعرق الحضارات (..) وإن أراد دليلا عليه السماع لموسيقاها التي هي روح الشعوب بامتياز وسيكتشف بأنها عذبة جدا وأنها تغني للحب والسلام وحب الحياة". ومن أجل ضمان تعليم نوعي للمجموعة تم استدعاء الموسيقار الكبير علاء مجيد، الذي لم تثبط عزيمته كبر حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقه وهي جعل هذه المجموعة من السيدات اللواتي ليست لديهن معرفة مسبقة بالموسيقى والغناء “فنانات يغنين بطريقة صحيحة وبتناغم وبإيقاع وبإحساس مشترك".