دعا المشاركون في يوم دراسي نظم يوم أول أمس، بمدينة جانت بولاية إيليزي، حول “القصيدة الشعبية عبر التراث" إلى توثيق التراث الفني المتداول شفويا لحمايته من الاندثار. وأجمع أساتذة وباحثون مهتمون بالثقافة الشعبية الذين نشطوا هذا اللقاء في إطار فعاليات العيد السنوي “السبيبا" على “أهمية استغلال كل الوسائل التقنية المتطورة" في المجال السمعي البصري من قبل مختصين لتوثيق التراث الفني والموسيقي المتداول شفويا للمحافظة عليه وحمايته من الاندثار باعتباره جزءا من التراث اللامادي للمنطقة. كما اقترحوا ضمن التوصيات الختامية لهذا اللقاء “جرد كل الأنماط والأشكال والتعابير" ذات الصبغة التراثية و«حفظها في سجلات" توضع تحت تصرف الباحثين والمهتمين والسياح. وقدم الدكتور حسناوي منصف، من جامعة البويرة في مداخلة له بعنوان “الثقافة الفنية والسبيبا" بعض المعلومات التي جمعها ويعكف على دراستها حاليا حول المضمون الإجتماعي والجمالي لتظاهرة “السبيبا" التي يصفها ب “ملحمة تاريخية" عبر فيها الإنسان التارقي عن “تاريخه وعلاقته الاجتماعية وآماله وتأملاته في الحياة". كما تطرقت الأستاذة بلحاج مليكة، من جامعة تلمسان، في مداخلة لها تحت عنوان “ التراث الثقافي كرهان تنموي" إلى “مكانة التراث في الحياة اليومية"، مشيرة إلى أنه “ميراث الماضي الذي نتمتع به اليوم" وأن “ننقله إلى الأجيال القادمة لأنه يشكل جذور الهوية الثقافية ويشمل الإبداع الفكري والروحي والموروث الشفوي" الذي “يتمظهر" في شكل منظومة من القيم والأعراف ومن العادات والتقاليد.