اعتقلت الاستخبارات الفرنسية، نهاية الأسبوع الماضي، شقيقين جزائريين أحدهما مهندس يعمل في منشأة أبحاث نووية في جنيف السويسرية يشتبه في علاقتهما بما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، حيث كان المهندس سيزودها بمجموعة من الأهداف خطط لضربها في فرنسا· نشرت صحيفة ''التايمز'' البريطانية تقريرا تستند فيه إلى مصادر من الاستخبارات الفرنسية تؤكد فيه خبر اعتقال الشقيقين في شقتيهما بمنطقة، قالت الجريدة إنها تقع شرق فرنسا· وتنقل عن أجهزة الأمن الفرنسية أن المعتقل الرئيسي، مهندس يبلغ من العمر 32 سنة، بينما لا يتجاوز سن أخيه 25 سنة، حيث يعمل الأول بمنشأة نووية مختصة في الأبحاث العلمية وتطويرها، في حين لم يرد على لسان الصحيفة البريطانية من المخابرات الفرنسية، تفاصيل أخرى عن هوية الشقيقين المعتقلين بشبهة تزويد التنظيم الذي يطلق على نفسه تسمية ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، ويرأسه عبد المالك دروكدال في الجزائر، تزويده بمعلومات ومجموعة من الأهداف عبر أوروبا وخاصة فرنسا، كمقترح للتنظيم قبل التخطيط الرسمي لاستهدافها· وجاء اعتقال الاستخبارات الفرنسية للجزائريين، بعد تقفيها أثر ومحتوى العديد من الرسائل الإلكترونية عبر الأنترنت، أظهرت أن المهندس الجزائري والذي أطلقت عليه الصحيفة البريطانية ''التايمز'' وصف العالم، أظهرت بأنه صاحب المقترحات حول الأهداف المحتملة للإرهابيين، حيث تبيّن كذلك أن الاتصالات جرت مع عدد من المنظمات الموصوفة بالمتشددة تقوم بتجنيد عناصر جهادية إلى أفغانستان، ومنظمات مشتبه في تورطها بالإرهاب، تضيف الاستخبارات الفرنسية، التي كشف مصدر منها بأن المهندس الجزائري المشتبه فيه، أبدى رغبة في القيام بعملية إرهابية دون أن يكون المخطط لها· ووضعت أجهزة الأمن الفرنسية شقة الشقيقين تحت الرقابة الشديدة منذ مدة تأكدت فيها من الاتصالات عبر الأنترنت، حيث تم حجز جهاز كمبيوتر المعني الرئيسي· وتزودت الأجهزة الأمنية الفرنسية بمعلومات عن المهندس الجزائري، من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية بجنيف، لكنها نفت عنه أي صلة باستعمال مواد مكونة للمفجرات لها علاقة بالأعمال الإرهابية، مؤكدة بأن الجزائري يعمل لديها كمحلل بموجب عقد عمل مع معهد خارجي وأنه ليس لتلك الأبحاث التي يقوم بها أي طابع عسكري· وجاء الاعتقال في خضم شعور فرنسا بتهديدات ومخاوف حقيقية من استهداف مفاعلات نووية أوروبية من قبل الإرهابيين، خاصة وأنها تعتقد أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي نسبت نفسها للقاعدة، تمثل لها مصدر تهديد حقيقي لم يستثن في أهدافه مواقع فرنسية وأوروبية·