الكتابة في شكلها المثالي شاهد إثبات المبدع بكل محمولاته وتمفصلاته، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال هذه المسلمة ، لذلك نجد أن سؤال النص/ سؤال الكتابة في هذا الزمن الموبوء يكبر،وتكاد تكون هذه الأخيرة (الكتابة) حالة استثنائية مدوية!!أقول مدوية لأنها ترتبط بهاجس أكثر إصرارا من المشهد نفسه بكل ما يحمل من تناقضات وفوارق فلا ملجأ من الكتابة إلا إليها لذلك نحن مرغمون على أن نرفع شعارا مناقضا للشعار المعروف: (أنا أكتب،إذن فأنا موجود)، والوجود الإبداعي هنا مواز للوجود البيولوجي الذي يمثل الطرف الأدنى من المعادلة ، فلماذا نصرُّ ولا نزال على الكتابة؟! أيكون ذلك مثالية منا، أم دوغمائية أم حالة مرضية ربما،أم رغبة تشبه رغبة /ماركيز الذي سئل /لماذا تكتب؟/ فقال: /أكتب كي يحبني الآخرون/ أم هي حالة كيانية وجودية مفروضة علينا بفعل المحمول الفوق/فكري،أو اللاشعور ·· هي كذلك الكتابة ··هاجس مفخخ لا يعبأ بالمحددات ولا النزوات،ولا يخضع/ لميكانيزم/ التوازن أو التقلبات ،في ظل انتكاسة الطرف الآخر المنتج (القارئ المنتج) الذي بشَّر به /لاكان/ بفعل رجعية القيم كقيمة مؤثرة ومنتجة،قيمة لها أبعادها وتطلعاتها· أذكر هنا حالة شبيهة لهذا الذي نعيشه وإنْ اختلفت المرجعيات والأسباب،حالة الارتداد التي عاشها الأدب الأنجليزي، وصراع القيم بفعل اقتحام الآلة لعالم الإنسان المثالي، لقد أبقت الكتابة على هامش ضروري يمنح الآخر صوته، ويوصله ،ويكون ربما شاهدا أمينا عليه· قد يكون إصرارنا على الكتابة قدرا يجعلنا شهداء على اللتردي المعيش- والكاتب شاهد على عصره وزمانه كما يقول /الطاهر بن جلون/- وقد يكون حالة مستعصية لا علاج لها وقد يكون ظاهرة صحية··وهو أميل إليه شخصيا··فلنكتبْ إذنْ !!