تعرضت “الجزائر نيوز" صبيحة أمس، رفقة عناوين أخرى، إلى قرار مجحف منعها من تغطية الملتقى الوطني حول “الربيع العربي في الميزان"، نظمه مخبر الجماليات والفنون والفلسفة المعاصرة. وكان صاحب القرار هو هني عبد القادر رئيس جامعة “الجزائر 2"، و الرئيس الشرفي للملتقى، الذي تحوّل أمس إلى “حارس" البوابة التي توصل الصحفي إلى مصدر المعلومة. جلوس رئيس جامعة “الجزائر 2"، طيلة صبيحة أمس الأربعاء، على كرسيه ينتظر أعوان أمن جامعة بوزريعة، وهم يحملون إليه بطاقات وأوامر مهمة صحفيين لبوا دعوة مخبر الجماليات والفنون والفلسفة المعاصرة، لتغطية الملتقى العلمي حول “الربيع العربي في الميزان"، بقاعة المحاضرات الكبرى، صورة قد تدعو للسخرية والألم في الوقت ذاته، إذ اختصر هني لنفسه مهمة بسيطة جدا، رغم أن المشرفين على الملتقى نصبوه “رئيسا شرفيا"، إذ كنا نتوقع أن نجد هني عبد القادر في القاعات الكبرى يتابع مجريات النقاش والمداخلات، لولا أن أعوان الأمن طلبوا منا الانتظار حتى يؤشر رئيس الجامعة بنفسه على قرار الدخول أم لا إلى حرم الجامعة التي من المفترض مفتوحة للجميع، للإعلام وللمواطن البسيط الراغب في الاستفادة من التظاهرة العلمية. إلا أن سيناريو الانتظار، وذهاب وإياب أعوان الأمن ورئيسهم، حوّل رغبتنا من تغطية إشكالية الربيع العربي، إلى لحظة مطولة للتساؤل عن الأسلوب البيروقراطي المشبوه التي تدار فيه مثل هذه المؤسسات المنتجة “للنخب"؟ مبرر المنع جاءنا على لسان عون الأمن البسيط قائلا: “بقرار من الرئيس لا يمكنكم الدخول.. عليكم بتصريح من وزارة التعليم العالي". جملة عجز العون عن تفسيرها، ونحن لم نفهم لماذا تكبد المخبر عناء إرسال برنامج الملتقى بالتفصيل، ليثير فضولنا واهتمامنا، للمجيء والاستماع إلى الزبير عروس، أحمد رميتة، صهيب بن شيخ، عبد الوهاب مطاري، جمال حمود، أمين الزاوي.. وآخرون حرمهم “رئيسهم الشرفي" من حق الإعلام في نقل أفكارهم وتبليغها للرأي العام. لاحقا علمنا أن هني أجاز الدخول “للإعلام العمومي فقط"؟ كان الأجدر برئيس جامعة “الجزائر “2، أن يترك أبواب الجامعة مفتوحة للإعلام الجزائري، خاصا كان أم عموميا. وكنا سنتفيد لو شرح لنا هني وجهة نظره في الفرق بين تغطيات “الإعلام العمومي" و«الإعلام الخاص"؟ في كل الأحوال، فإن “خرجة" رئيس جامعة “الجزائر 2" لا يمكننا تفسيرها بهذه البساطة، كونها تخفي ربما حسابات ضيقة، يكون المسؤول قد اتخذها في حق من ينقل مشاكل ويوميات الجامعة التي ليست بالضرورة إيجابية طالما أن صدى الأحداث التي عرفتها جامعة بوزريعة في هكذا مناسبة أعطت اليقين بأن في الأمر إنّ؟ وكما يقول المثل “لي في كرشو التبن ما يخاف من النار".