أكد، رئيس بلدية تيزي وزو، بلحاج محند سعيد، الذي نزل ضيفا على منتدى يوميتي ''الجزائر نيوز'' و''ألجيري نيوز'' بالمكتب الجهوي بتيزي وزو، أن حركة الإحتجاج العارمة التي شنها سكان مختلف أحياء مدينة تيزي وزو في الأيام الأخيرة، جاءت نتيجة للتأخر الكبير الذي شهدته الولاية بصفة عامة، وعاصمة جرجرة بصفة خاصة، في مجال التنمية، وكذا بسبب عدم تكفل كل من الدائرة والولاية بمطالب السكان·· كما اتهم بعض الأطرف - رفض الكشف عنها - بالوقوف وراء هذه الأحداث، بهدف إثارة البلبلة في منطقة القبائل، وتحقيق مصالحها الشخصية· اعترف، بلحاج محند سعيد، بشرعية مطالب سكان أحياء مدينة تيزي وزو، الذين قاموا، مؤخرا، بغلق الطرقات وشل حركة المرور، للمطالبة بتحسين وضعيتهم الاجتماعية، مؤكدا أن معظم أحياء بلديته تشهد تأخرا فادحا يفوق ال 02 سنة، وفي مختلف المجالات، لا سيما التهيئة، الأرصفة، التزفيت، الإنارة العمومية، الكهرباء، قنوات صرف المياه القذرة وقنوات صرف مياه الأمطار، النظافة·· وغيرها من النقائص التي جعلت السكان يخرجون عن صمتهم، ويثورون ضد السلطات المحلية· وأشار، ضيفنا، إلى أن صلاحياته كرئيس بلدية لا تسمح له بحل معظم مطالب السكان، مؤكدا أن ميزانية بلديته ضعيفة جدا، وأن 20 % منها تذهب لتسديد أجور الموظفين والعمال، مرجعا مسؤولية الأحداث الأخيرة إلى تأخر الولاية في التكفل بمطالب وانشغالات السكان، مما أثار تذمرهم وغضبهم، بالإضافة إلى عدم تخصيص الدولة للأغلفة المالية الكافية، والمشاريع التنموية اللازمة للولاية التي من شأنها أن تساعد على النهوض المنطقة تنمويا، وتمتص غضب الشباب، وفي هذا الصدد يقول ''رفعت عدة تقارير ومراسلات إلى كل من رئيس الدائرة ووالي الولاية بخصوص الوضعية الكارثية التي تشهدها أحياء بلديتنا، لكن لم أسجل أي تدخل في الميدان، ما جعل المواطنين يعيشون حالة من الإستياء والسخط، أضف إلى ذلك مشكل الغياب شبه التام للمشاريع التنموية التي تخصصها الدولة لولايتنا، فبلديتنا لم تستفد، منذ سنة ,2008 من مناصب شغل، ولم يتم توزيع ولا مسكن على المواطنين''· وأوضح أن المشكل القائم ببلدية تيزي وزو سياسي وليس اجتماعي، وأن هناك أطرفا لا تريد الإستقرار للولاية، ولا للبلدية ''هناك الكثير من الأطراف على مستوى مختلف مصالح الدائرة والولاية، يعملون كل ما في وسعهم لاستغلال المشاكل السياسة التي تعيشها منطقة القبائل لتحقيق مصالحهم الشخصية، ويمنعون وصول التقارير والمراسلات إلى الوالي، وهم يهدفون بذلك إلى التشويش سياسيا على التسيير المحلي''·وكشف، محدثنا أن هذه الأطراف التي تدفع الشباب وتحرضهم على إثارة الفوضى والاحتجاج، تستهدف سياسيا كل من والي الولاية، رئيسي البلدية والدائرة، والسلطات الأمنية· وفي هذا السياق، دعا بلحاج محند سعيد، شباب مدينة تيزي وزو إلى التعقل وعدم الإصغاء لهاته الأطراف التي تدفعه إلى مثل هذه الأعمال، وحذرهم من العودة إلى أحداث 2001 المعروفة بالربيع الأسود، والتي كانت، حسبه، السبب الرئيسي التي جعلت الولاية تشهد تأخرا كبيرا في كل مجالات التنمية· ومن جهة أخرى، كشف ضيفنا أن بلديته استفادت من غلاف مالي بقيمة 200 مليار سنتيم في إطار مخطط إعادة تهيئة الأحياء، الموجه لإعادة هيكلة 8 مناطق حضرية بالبلدية، وهو حاليا قيد التنفيذ· كما أنجزت البلدية كذلك عدة مشاريع تنموية في عدة أحياء، على غرار تدعيم شبكات مياه الشرب، ربط الأحياء بالغاز الطبيعي وبالتيار الكهربائي، وخصص غلاف مالي قيمته 27 مليار سنتيم لترميم 47 مدرسة إبتدائية· إلى جانب ذلك، تطرق رئيس بلدية تيزي وزو إلى مشكل النفايات المنزلية التي تعد من أكبر المشاكل التي تواجهها مدينة تيزي وزو، مشيرا إلى أن المواطن هو المتسبب الرئيسي في تفاقم هذه الوضعية، فالعديد منهم لا يحترمون أماكن رمي النفايات، ولا مواقيت رميها، فالكثير من المواطنين يقومون، حسبه، برمي النفايات المنزلية بطريقة عشوائية، ما يصعب على مصالح النظافة احتواء الوضع· وأرجع، بلحاج محند سعيد، الأزمات الداخلية التي عصفت خلال الأشهر الأخيرة ببلدية تيزي وزو، إلى وجود أطراف داخل البلدية تعمل على تحقيق مصالحها الشخصية، وأطراف أخرى تعمل على الإنتقام السياسي وتصفية الحسابات، فيما بينها، وهو الوضع الذي يعرقل، حسبه، عملية التسيير، وقال ''هؤلاء يستغلون الثغرات الناتجة عن سوء التسيير داخل البلدية في ظل غياب نقاش حول المصلحة العامة''· وفي هذا السياق. اعترف محدثنا بافتقار بلديته لإطارات ذات كفاءة مهنية عالية في التسيير الإداري، مؤكدا أنه راسل مسؤولي الولاية، وطالبهم بتدعيم البلدية بإطارات مؤهلة، وهو ما يرى ضيفنا أنه كفيل بمساعدة بلديته على تجاوز المشاكل الإدارية المتكررة التي تواجهها·