لا أحد استفاد إعلاميا وفيسبوكيا من شطحة الثامن مارس سوى نورية حفصي، التي أصبحت نجمة بلا منازع بسبب تصريحاتها حول الحجاب الذي قالت إنه أمر من الجاهلية “وهذا ما قلب عليها أمة لا إله إلا الله واعتبروها زنديقة يجب أن تجلد حد الموت". وهي بمكرها المعهود سيّست الموضوع وقالت إن “خصومها" هم الذين يقفون وراء هذه الحملة الشرسة التي تريد أن تنال من شخصها وسمعتها، هذا ما يجعلك تفكر بجد وتسأل من هي نورية هذه التي تملك خصوما يريدونها أن تسقط؟ لا تقولوا إنها تلمح على أويحيى الذي قالت بأنها أسقطته ومرغت أنفه أرضا بعد أن طردته شر طردة من الحزب الذي بقيت هي “مكسلة رجليها فيه". ما حدث لهذه النورية يجرنا للتفكير عن الفراغ والقلق الذي يعيشه المجتمع في بعض أمور الدين والفتاوى التي أغلبها تبقى مبهمة وغامضة ودليل ذلك الفتوى التي أضحكتني كثيرا خلال هذا “الويكاند النسوي" والتي أصدرها حمداش السلفي زعيم حزب الصحوة غير المعتمد، الذي أفتى بضرورة رقص الزوجة لزوجها حتى تمتعه شريطة أن يكون الرقص على إيقاع الأناشيد الإسلامية، ليعارضه الشيخ شمس الدين في نفس السياق ويقول بجواز الرقص على الموسيقى غير الماجنة والتي لا ألفاظ بذيئة فيها. نحن أمة لم يتفق “شيوخها" بعد على مبطلات الرقص وهزّ الكرش وتوابعها فكيف لنا أن نتفق على أمور أكبر ونلوم على نورية حفصي ما تقوله؟