كيف تقيّمون مردود المنتخب الوطني في المقابلة التي لعبها مع منتخب البنين؟ من غير النظر إلى النتيجة المسجلة وفوزه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، أقول بأن مردود اللاعبين فوق أرضية الميدان كان ناقصا وبعيدا عن المستوى الذي كنا ننتظره وكان جد قريب من الوجه الذي ظهر به في كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي خرج منها المنتخب بنقطة واحدة، دون أن ننسى بأننا لعبنا أمام فريق ضعيف على كافة الأصعدة مقارنة بما نمتلكه نحن من لاعبين وإمكانات مادية ضخمة. كما أضيف بأن طريقة اللعب المعتمدة في مقابلة أول أمس كانت غير مشرفة للكرة الجزائرية، فقد لاحظنا عدة هفوات فوق أرضية الميدان من طرف اللاعبين، خاصة بعد تسجيل الهدف الأول، أين قاموا بالتراجع إلى الخلف وترك مساحات شاغرة في وسط الميدان مما سمح للاعبي منتخب البنين بالخروج من منطقتهم وتسجيل هدف التعادل علينا وفي وقت حاسم قبل نهاية الشوط الأول بعد غلطة فادحة من الدفاع وكذا من حارس المرمى. كما أضيف أن خطة اللعب المعتمدة عليها تليق بالكرة الحديثة، إلا أن المشكل المطروح يكمن في عدم قدرة اللاعبين على تسييرها وتطبيقها، سواء عندما تكون الكرة بحوزتهم أو عندما يفتقدونها. ما هو تعليقكم على الأداء الذي ظهر به اللاعبون المستقدمون حديثا إلى الفريق؟ أرى بأن اللاعب تايدر قدم في مقابلة أول أمس، وكان الأحسن بين رفاقه نظرا إلى مردوده الجيد الذي ظهر به، رغم كونه يلعب المباراة الأولى في مشواره مع المنتخب الوطني، حيث توصل إلى هز شباك فريق الخصم وتسجيل الهدف الثاني، كما عرف تسيير جهده وتمركزه فوق أرضية الميدان وقام باسترجاع وتسليم عدة كرات لزملائه كانت بالمستوى، الأمر الذي يشير إلى مستقبل جيد مع المنتخب ويبقى عليه العمل أكثر في المقابلات المتبقية، أما عن اللاعب براهيمي فقد كان جد بعيد عن مستواه الحقيقي لعدم تأقلمه بعد مع بقية اللاعبين وكان التردد باديا عليه، إذ بوسعه التحسين من طريقة لعبه أكثر في المستقبل بهدف الانسجام في صفوف المنتخب. كيف تنظرون إلى حظوظ المنتخب الوطني في هذه التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل؟ حظوظ الفريق الوطني للتأهل إلى كأس العالم القادمة قائمة وبنسب متساوية مع بقية فرق المجموعة الثامنة، ولكن الإشكال الذي يجب أن نطرحه لا يكمن في التأهل إلى المونديال أو عدمه، إنما حاليا يجب أن نركز أكثر على كيفية التحسين من مستوى الفريق مستقبلا لأننا إذا تأهلنا إلى كأس العالم واحتفظنا بنفس الأداء سيكون من الصعب جدا مواجهة أقوى الفرق العالمية وبلا شك سنواجه الإقصاء في الدور الأول لا محالة، وهي النتيجة التي ستكون بمثابة نكسة أخرى للكرة الجزائرية، كما أرى من منظوري الشخصي، أنه حان الوقت للمشرفين على هذا المنتخب أن يعيدوا ترتيب أمورهم قبل فوات الأوان من أجل تبني استراتيجية فعالة تتأقلم مع متطلبات الكرة الحديثة، وهو الأمر الذي لن يتحقق دون توافر عدة عوامل منها الإرادة والعمل، إضافة إلى تكريس عامل الاستقرار في الفريق والابتعاد عن الكلام دون فائدة، كما أطالب من الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم بإعادة الاعتبار للاعبين والمدربين المحليين من أجل خلق الحماس ورغبة الانتصار داخل المجموعة وهو الشيء الذي ينقص الفريق حاليا بنسبة إلي.