إنطلقت أول أمس بأدرار أشغال لقاء دراسي يتناول صناعة المخطوط بمبادرة من المركز الوطني للمخطوطات. ويهدف اللقاء المندرج في إطار إحياء شهر التراث إلى التعريف بالأهمية التاريخية للمخطوط وإبراز كل التقنيات المتعلقة بالجانب الشكلي منه باعتباره مادة أثرية تراثية تعبر عن ذاكرة جماعية لنمط معيشة السكان في الحقب التاريخية الماضية، كما ذكرت مدير المركز الوطني للمخطوطات صليحة لعجالي. ويتضمن برنامج هذا اللقاء تقديم مداخلات لباحثين وأساتذة ومختصين من المكتبة الوطنية والمعهد الوطني لعلم الآثار حول فن صناعة المخطوط وخصوصيات مخطوطات أهل العبد بتندوف إلى جانب فن تجليد المخطوط. وفي هذا الجانب أوضحت الدكتورة بن بله خيرة من المعهد الوطني للآثار في مداخلتها بعنوان “فن صناعة المخطوط" أن المخطوط يعتبر التراث الأكثر صمودا رغم كل العوامل والمتغيرات التاريخية بفضل جهود العلماء والشيوخ والعارفين بقيمته العلمية مما جعله مفخرة ولاية أدرار. وذكرت أن المخطوط ليس مجرد كتاب يضم معلومات دينية أو تاريخية أو ثقافية فحسب بل له بعد أثري هام وقد أصبح محل اهتمام الباحثين الذي يركزون في دراستهم على جانبين أساسيين هما “دراسة المخطوط من جانبه المادي (التجليد والتذهيب والخط) وكذا ترميم المخطوط". كما تطرقت المتدخلة إلى المكونات المادية للمخطوط و التي قسمتها إلى مواد يكتب عليها وأدوات الكتابة ومواد الكتابة ومواد التغليف إلى جانب المراحل التي مرت بها تلك المكونات في عصر الخلفاء الراشدين والعصرين العباسي والأموي.