شدد المشاركون في ملتقى تحت عنوان "التاريخ الثقافي متحف مفتوح على مدى العصور" انطلقت أشغاله يوم الأربعاء بتندوف على أهمية حماية التراث الثقافي الوطني بجميع أصنافه معتبرين ذلك مسؤولية مشتركة تتطلب تظافر جهود جميع الأطراف المهتمة بهذا المجال. و أجمع المتدخلون خلال اليوم الأول من هذا اللقاء الذي يتواصل على مدار يومين المنظم تحت شعار " التراث الثقافي و الذاكرة ...حتى لا ننسى " على ضرورة "إيجاد آليات" تمكن من حماية التراث الأثري باعتباره يشكل جانبا من التراث الثقافي الوطني من بينها "الإعتماد على البحث العلمي" و "تحسيس الأجيال الناشئة" بأهمية المحافظة على هذا الرصيد التاريخي الذي يشكل رافدا من روافد الهوية الوطنية. و في مداخلة له بعنوان "الهوية الوطنية من خلال الآثار " أبرز الدكتور عبد الكريم عزوق مدير معهد الآثار بجامعة الجزائر(2) أهمية التراث الأثري الذي تزخر به الجزائر مستعرضا أهم الفترات التاريخية التي مرت على الجزائر و كذا الدلائل الأثرية التي تميز كل حقبة من هذه الحقب. وربط المتدخل بين الآثار كمادة و الآثار كعلم ودور البحث العلمي في إنتاج المعارف العلمية التي لها علاقة بالتراث مستشهدا بالرصيد الأثري الهائل الذي تزخر به الجزائر و الذي صنفت منه لحد الآن سبعة مواقع أثرية كتراث عالمي لدى المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو). و أكد الدكتور عزوق أن حماية التراث الثقافي هي مسؤولية الجميع وأنه "ينبغي إعطاء الأولوية لعاملي التحسيس والعمل الجواري" من أجل تثمين هذا الرصيد الثقافي منوها بما قامت به وزارة الثقافة خلال السنوات الأخيرة بإصدار قوانين جديدة تعزز جهود حماية التراث قانونيا. و من جهته قدم الأستاذ أحمد خونا وهو إطار بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بتندوف و مهتم بالثقافة الشعبية عرضا حول ديوان شعري باللهجة الحسانية لمؤلفه الشاعر "عمار ولد العرب" الذي ولد سنة 1885 و يحمل عنوان "ديوان حسان في لسانهم و ألسنة الأعاجم و السودان ". و دعا ذات المتحدث من خلال هذه المداخلة جميع المهتمين بالتراث الثقافي الوطني إلى ضرورة الإهتمام بالتراث الحساني الذي يعتبره "مهملا " من قبل الأكاديميين الجزائريين. و للإشارة فقد أدرجت ضمن أشغال هذا الملتقى الذي يندرج في إطار فعاليات إحياء شهر التراث عدة محاضرات سينشطها أساتذة وباحثون من داخل وخارج الولاية تتناول "حماية و تثمين مواقع فترات ما قبل التاريخ في نطاق الحظائر الثقافية"و" مدارس الجزائر في العهد العثماني"و "خزانة المخطوطات بالزاوية العثمانية بطولقة" بولاية بسكرة بالإضافة إلى عرض طرق حفظ و صيانة المخطوطات الإسلامية بالجزائر وغير من الموضوعات .