عرضت مسرحية “سوناتا درويش والقمر" يوم الأربعاء الماضي، بالمسرح الوطني “محي الدين بشطارزي"، حيث قدم هذا العمل المسرحي المشترك بين الجزائروفلسطين بمناسبة الذكرى ال 65 على “النكبة". «كل الناس لهم وطن يعيشون فيه، إلا نحن لنا وطن يعيش فينا"، بهذه الكلمات الوطنية بدأت المسرحية الدرامية التي كتب نصها وأخرجها الفلسطيني “خالد محمد ابراهيم الطريفي"، تناولت القضية الفلسطينية ومدى تغلغلها في روح “محمود درويش" (تقمص دوره “زكريا زوالي")، حيث ناجى حبيبته فلسطين (جسدتها الفلسطينية “سارة ديب عمر الرشق" بملابسها الفلسطينية التقليدية) وبحث عنها، ومعا وقفا أمام موجة الظلام الصهيونية التي أغرقت ربيع بلاد الحضارات. كلمات “محمود درويش" (الذي رمز إليه بالشهيد، ليعلن اسمه في النهاية خلال ذكر حروفه الواحد بعد الآخر)، لم تفارق نص المسرحية، حيث تنبثق من حين لآخر معاناة “عروس ليالي تموز" وسكانها، ليختم العرض الدرامي بصرخة نداء واستنجاد “أيها الساهرون ألا تتعبون من مشاهدة جروحنا". المسرحية التي دامت حوالي ساعتين من الزمن، جمعت بين مشاعر السعادة والحزن، بين الحياة والموت، بين التشاؤم بالحاضر المرير الأسود، والتفاؤل بالمستقبل الحلو الأبيض، دافع خلالها الممثلون ال18 عن القضية الفلسطينية، عن اللغة العربية وعن الديانات السماوية، عبر رقصات تعبيرية معاصرة جمعت بين المعاناة والمقاومة. «سوناتا درويش والقمر"، كانت مفعمة بالرمزية، حيث لم تكد ألوان الأحمر، الأسود، الأخضر والأبيض تفارق الخشبة، ولعب خلالها مصمم الإضاءة “أحمد المغربي" على الضوء الأزرق الذي قال عنه المخرج “إنه لون السماء والماء، لون الحياة والأمل، كما أنه لون مريح يهدئ الأعصاب"، وأما عن ارتداء كل الممثلين للأسود (ماعدا فلسطين)، أكد المخرج أنه رمز للحزن بالنسبة للسكان والشر بالنسبة للأعداء المجتاحين. الحاضر في المسرحية يلاحظ الظهور النسوي الكبير في العرض، وعن هذا علق المخرج “فلسطين امرأة، والجزائر أيضا، ما قيمة الحياة دون النساء فهن بناتنا، أخواتنا وأمهاتنا اللاتي خلقنا منهن".