ترى الدكتورة صباح عياشي ميموني، المتخصصة في علم الاجتماع، أن تكوين شخصية المراهق تساهم فيها عدة قطاعات، أبرزها على الإطلاق الأسرة، المدرسة والشارع، وأن جميع الانحرافات التي تميز سلوكاته هي نتاج هذه العناصر. تلعب عدة عناصر دورا هاما في تكوين شخصية المراهق بدءا بالأسرة ومرورا بالمدرسة انتهاءً بالشارع، أيها أكثر تأثيرا على سلوكاته؟ أعتقد أن أول تأثير مباشر يأتي من الوسط العائلي الذي ينشأ فيه الطفل، خاصة الوالدين، قبل أن يصل إلى المدرسة والشارع. وما أريد قوله هو ضرورة رفع التحدي عن شبه القطيعة مع ما تطمح إليه الأسرة من تربية للمراهق وإصلاحات المنظومة التربوية، وهذا من خلال إيجاد عوامل لإحداث التكامل بين هاتين المؤسستين، خاصة إذا علمنا أن هذا المراهق يعاني من مشاكل مختلفة، أبرزها أزمة الهوية، وكل ما له علاقة بسد حاجياته الضرورية ومحاولة فهم طموحاته الشخصية وتوجيهها بما يخدم الأسرة والمجتمع. فيما يكمن تأثير المنظومة التربوية في حماية هذا المراهق من السلوكات المنحرفة، على منوال العنف الذي تفشى في الوسط التربوي؟ علينا أن نقر بأمر وهو أن كل مؤسسة لها إيجابياتها وسلبياتها، والمنظومة التربوية في جانبها الإيجابي تعمل على تكوين مستقبل هذا المراهق من خلال صقل شخصيته وإبراز كفاءاته. أما النواحي السلبية فيمكن اكتشافها من خلال البرامج والطرق البيداغوجية التي عمل بها هذا الطفل المراهق، وهي الانتقال من الكل للوصول إلى الجزء، الأمر الذي ساهم في تشويش ذهن المراهق وتفكيره. إلى أي مدى يمكن القول إن للمحيط الخارجي، ممثلا في الشارع، دور مركزي وهام في صقل شخصية هذا المراهق وتحديد سلوكاته؟ لا نضيف شيئا إن قلنا إن تأثير المحيط الخارجي على السلوك الاجتماعي للطفل في مختلف مراحل عمره يعد من العوامل المؤثرة على المراهق، حيث لم يعد يلعب الدور التربوي وبات يمثل فضاء لانحراف الطفل وتفاقم الأمراض الاجتماعية كالمخدرات، الإجرام والسرقة.. إلخ. وأعتقد أن مهمة كل هذه المؤسسات التي ذكرناها يكمن في إحداث تكامل فيما بينها، عن طريق الوسيط الاجتماعي المتخرج من علم الاجتماع الطفولي.