نظم المعهد الثقافي الفرنسي بالجزائر حفلة موسيقية بحديقة المعهد بالتعاون مع فندق "سوفيتال"، أول أمس، احتفاء بالتراث الموسيقي الجزائري، جمعت بين مختلف الطبوع الموسيقية الجزائرية، سيرها الفنان الجزائري "نور الدين سعودي". السهرة جمعت بين العديد من الألوان الموسيقية التي تميز التراث الجزائري، وضمت خمسة عروض موسيقية دام كل منها حوالي نصف ساعة، افتتحتها فرقة "أهل الليل" القادمة من تميمة الصحراء مدينة "تيميمون" بقيادة "القوال" "بركة فولاني"، حيث قام الأعضاء العشرة للفرقة بتقديم مقاطع من تراثهم الموسيقي، الذي يعتمد على التكبير والتهليل على إيقاعات البندير والطبل التي تتصاعد تارة وتنخفض تارة أخرى، لتنقل الجمهور الغفير لجو روحي ديني عمّه السكون و«الخشوع". بعد وصلة التسبيح الدينية التي قدمتها الفرقة الصحراوية، أعلنت فرقة "الجزيرة" عن حضورها عبر الموسيقى الأندلسية، حيث أمتعت عشاق هذا الفن العريق بأحلى المقاطع التي حافظت فيها على الجانب التقليدي مع إضفاء بعض التجديد عليه. أما الموسيقى الترقية، فقد كانت حاضرة مع فرقة "شوغلي"، التي تميزت برجالها الملثمين ونسائها الملحفات، يقودها تلميذ ديفا الأغنية الترقية الراحل "عثمان بالي" وابن عازفة الإمزاد المعروفة "تارزار"، "شوغلي"، كما يسمي نفسه، أصبح سفيرا للأغنية الترقية في العالم، حيث قدم العديد من المقاطع التي يتميز بها الريبيرتوار الترقي مازجا بين الآلات الموسيقية التقليدية كالإمزاد وأخرى حديثة كالقيتار الكهربائي، حيث قدم بهذا المزج مقاطع أمتعت الجمهور الذي لم يتوقف لحظة عن الرقص. لن يكون مزيج التراث الجزائري كاملا دون حضور طابع القناوي الذي مثله المغني "جو باتوري"، وقدم مع فرقته العديد من المقاطع مثل "عيشة قنديشة"، "بانية"، "ميمونة"، "بامبرة"، ليترك المجال لرفيقه في الفرقة "لطفي" من فرقة ديوان "البهجة" الذي قدم أغنية "بابا ميمون" التي تميز بأدائها. آخر فرقة صعدت إلى الخشبة كانت "Ithran n dda lmulud" والتي تعني "نجوم المولد النبوي"، الفرقة التي دخلت "بالدردبة" قدمت أغانٍ باللهجة الأمازيغية رافقتها عروض رقص رجالية ونسوية يزخر بها التراث الأمازيغي لتمتع الحضور بأجمل اللوحات الفنية. ليكون ختام الحفل مسكا تراثيا جزائريا، حيث صعدت كل الفرق إلى الخشبة ليتشارك كل الفنانين في تقديم أغنية "أمين أمين" ويرقص الجميع على أنغام الدردبة والزرنة في جو تعمه الأفراح والزغاريد.