جانبت رسالة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للأسرة الإعلامية في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف يوم 3 ماي، الإشارة إلى إمكانية إلغاء عقوبة ''الحبس'' في قضايا النشر الواردة في تعديل قانون العقوبات ,2001 وحدد بوتفليقة سقف ما ستحظى به الصحافة في ولايته الثالثة من الاحترام التام لحرية الإعلام والدعم المتواصل لها، على أساس أنها ''ركن حصين في مشروعنا الديمقراطي''· وكلف بوتفليقة الحكومة بفتح نقاش حول قانون الإعلام مع من وصفهم ''الأطراف ذات الصلة''، لغرض تكييف التشريع وفقا لثلاثة معايير هي: ''المهنية والمنطق الاقتصادي وحاجة المجتمع إلى إعلام''، ولا تعتبر الدعوة لفتح نقاش حول قانون الإعلام جديدة، بحكم محاولات سابقة لوزراء اتصال مع ناشرين وإعلاميين، لكنها لم تحقق أي تقدم· وقال الرئيس في هذا الشأن إن قانون الإعلام ''صار بحاجة إلى تكييف مع المستجدات على ضوء ما استفادت منه الجزائر من التجارب التي تعزز حرية الصحافة''، وجاء في رسالة الرئيس فقرة تعتبر دعوة للإعلاميين لأداء دور جديد يتواكب مع الخطاب السياسي ''عملية انتقال المجتمع إلى مرحلة ما بعد الإرهاب''· وأظهرت الرسالة، في بعض جوانبها، النظرة ''الشخصية'' التي يرغب الرئيس في أن يجسدها المشهد الإعلامي، وكان يستعمل في ذلك مصطلح يجب أن'' أو ''لا بد أن''، وورد ذلك في ''إن الإعلام الحق لا يكون أبدا في تناقض من المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع''، وأوصى في سياق آخر بإخراج الصحافة من بين أيدي من قال ''إنهم منتفعو الريع''، قائلا: ''والإعلام ليس وسيطا ساكنا ولا أداة في قبضة منتفعي الريع الذين يستخدمونه في ما لا يفيد الأمة، بل يضاعف الجهود لترقيتها وتقدمها من أجل تحقيق أهدافها في الأمن والأمان والتنمية المستدامة''، وكرر بوتفليقة دعوته للصحافة لمجابهة ستة مظاهر تنخر المجتمع، وكان أول مرة قال ذلك في خطابه بعد أداء اليمين للعهدة الثالثة، وأوصى الإعلام الوطني بأن يكون على تماس مع كل المسائل التي تستدعي نقاشا ومتابعة، وألا يتردد في التصدي للآفات الاجتماعية من مثل المحسوبية والمحاباة والجهوية والبيروقراطية والرشوة والفساد، وكل ما يهدف إلى إشاعة ثقافة اليأس والانحراف''· ولمح بوتفليقة إلى رغبة في إحياء مفهوم أخلاقيات المهنة، ومعلوم أن مجلس أخلاقيات المهنة موجود منذ سنوات، لكنه معطل ''لن أكون مغاليا إذا قلت إن التحدي الكبير الذي يواجهه الإعلام الجزائري يكمن كذلك في إرساء ثقافة أخلاقيات المهنة والتعامل مع كل القضايا بالموضوعية التي تكفل له المصداقية والاحترافية التي تضمن الاحترام والديمومة''، كما دعا الرئيس الكفاءات الإعلامية الجزائرية المهاجرة إلى المساهمة في ترقية المنظومة الإعلامية الوطنية· وقد فاجأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الطبقة الإعلامية الجزائرية، خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة أدائه لليمين الدستورية يوم الأحد 19 أفريل من الشهر الجاري بقصر الأممبالجزائر العاصمة، حين وعد الصحافة الجزائرية بتعزيز استقلالية مهنة المتاعب، ودعا الصحافيين إلى مساعدته على محاربة الفساد والرشوة·