يطرح عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد سي عفيف، مبادرة جديدة داخل الحزب، أطلق عليها اسم "تحالف الأقطاب" للخروج من أزمة شغور منصب الأمين العام، ودعا المترشحين للأمانة العامة إلى التحلي بالشجاعة للإعلان عن برامجهم لتُعرف أوزانهم من حيث التأييد، موضحا بأنه "مترشح وصاحب قطب الأغلبية ومستعد للتفاوض مع أي مترشح يمثل قطبا ما داخل الجبهة". لم تجد الرسائل التي بعث بها عضو المكتب السياسي قاسة عيسي، صدى لدى زملائه من أجل الاجتماع للنظر في تاريخ انعقاد اللجنة المركزية والفصل نهائيا في رؤساء الهياكل. وقد تجمعت، أمس، أمام مقر الحزب، قوات أمنية بعد أن راجت، ليلة الجمعة إلى السبت، أخبار عن تحضير أنصار عمار سعيداني لاقتحام الحزب. ويقول عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي إن حل أزمة الجبهة حاليا تكمن في تحديد استراتيجية واضحة من طرف كافة المترشحين. وقال "إني أدعو كافة الراغبين في الترشح للأمانة العامة بأن يتحلوا بالشجاعة ليعلنوا برامجهم بهدف تشكيل أقطاب مؤيدة ومقتنعة بالمترشحين أصحاب البرامج، ويعلنوا مواقفهم من الشكارة والدخلاء على الحزب". وأعلن عبد الحميد سي عفيف الخطوط العريضة لبرنامجه كمنافس على الأمانة العامة، وذكر منها أنه في حال حظي بثقة اللجنة المركزية، "سأحارب الدخلاء على الحزب والشكارة" وسأرد الاعتبار للعمل النضالي". وبخصوص الرئاسيات، قال المتحدث "إن القطب الذي أنتمي إليه سيواصل مساندة رئيس الجمهورية في حال ترشحه لعهدة رابعة، وفي حال رفضه، فإننا مع شخصية وطنية تنبثق عن أغلبية شريطة ألا تكون متحزبة وأن تتقاسم المبادئ الأساسية السياسية مع جبهة التحرير الوطني، كالتقدمية والديمقراطية والجمهورية والوطنية". واعتبر عبد الحميد سي عفيف بلا تردد أن القطب الذي ينتمي إليه هو صاحب الأغلبية وأنه مستعد للتفاوض لحل أزمة الحزب في إطار تحالف أقطاب يقودها مترشحون للأمانة العامة. وسألت "الجزائر نيوز" سي عفيف عن عدد أعضاء اللجنة المركزية الذين يشكلون قطبه الغالب، كما قال، أو ما إذا كان متحصنا بتوقيعات تعطي مصداقية لكلامه، لكنه رد قائلا: "إننا لا نريد الحديث عن توقيعات الآن، لكن أؤكد لك أن قطبي هو صاحب الأغلبية". واتصلت "الجزائر نيوز" من جهة أخرى بقاسة عيسي لمعرفة موقفه من هذا الطرح بصفته زميلا لسي عفيف وصاحب آخر مبادرة لجمع المكتب السياسي، إلا أن الأخير لم يرد طيلة أمسية البارحة.