نددت مجددا جمعية تنمية الثقافة البيئية والمحيط ببلدية برج الكيفان بالكارثة الوبائية التي قد تحدث بعدد كبير من الأحياء على رأسها حي ''الزينة 1''، بسبب الظاهرة التي شهدتها منذ سنوات، وقلت حدتها مؤخرا لتعود من جديد بسبب إهمال الجهات المعنية، وذلك على خلفية النفايات المتراكمة في كل أركان الحي وحتى على حواف الطريق السريع دون أن تتحمّل البلدية عناء رفعها بالرغم من الشكاوى المقدمة لها بهذا الخصوص، خاصة وأن مصالح النظافة في عديد المرات كانوا يعملون على ردم تلك النفايات بالحي، وهذا ما يزيد من حدة المشكل الذي حول الحي إلى مكان قذر تميزه الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة خاصة في فصل الصيف، ومن أجل ذلك تخوف السكان من خطر إصابة أطفالهم بالأوبئة نتيجة اتخاذ المكان للعب، بالإضافة إلى ذلك يعاني سكان حي ''الزينة 1'' من جملة من النقائص منذ إنشاء الحي الذي يتعدى التسع سنوات، وهذا فيما يتعلق بالإنارة العمومية التي لم يزود بها الحي إلى يومنا، الأمر الذي يهدد سلامة المواطنين خاصة ليلا أو في ساعات مبكرة صباحا بسبب تعرّضهم للاعتداءات والسرقة من قبل بعض المنحرفين· هذا، بالإضافة إلى عدم تزويد الحي بالغاز الطبيعي بالرغم من أن كل الأحياء المجاورة زودت به، وبالتالي يواجه السكان عناء التزود بقارورات غاز البوتان خاصة الذين يسكنون بالطوابق العلوية، فعلى الرغم من تقديم طلبات إلى البلدية لحل المشكل إلا أنهم تلقوا مجرد وعود· وزيادة على ذلك لا تزال وضعية الطرقات في حالة مزرية كونها لم تعبد نهائيا، وهي تشكل عوائق كبيرة للسكان خاصة في فصل الشتاء، حيث تكسوها الأوحال وبرك المياه الراكدة التي تعيق حركة المرور بحيث يجد الراجلين صعوبة كبيرة في عبور الطرقات خاصة الأطفال منهم· ومن أجل حل هذه المشاكل قدم السكان طلبات عديدة إلى السلطات المحلية، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد، غير أنه خلال فترة قصيرة شهد الحي عملية تنظيف تم خلالها رفع النفايات المتراكمة، لكن سرعان ما عادت الظاهرة التي شوهت المنظر العام للحي من جديد بسبب تماطل مصالح النظافة في وظيفتهم، بحيث أن شاحنة رفع القمامة لا تمر إلا نادرا بالحي، وهي نفس الظاهرة التي تشهدها معظم الأحياء بالبلدية، وهذا نتيجة للعجز الذي تسجله حظيرة البلدية فيما يتعلق بالإمكانيات المادية مقابل عدد الأحياء المقدرة بخمسة وثلاثين حيا، بحيث أنها لا تتوفر سوى على 17 شاحنة منذ سنة .1999 وكان الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء قد زود الحظيرة بأربع شاحنات أخرى، لكن هذا لا يكفي، حسب ما أكده النائب الأول المكلف بالرياضة والثقافة البيئية ببلدية برج الكيفان شباب إسماعيل، في تصريح سابق ل ''الجزائر نيوز'' بحيث أنه من أجل تنظيف البلدية لا بد من توفير لكل حي شاحنة تعمل ليلا ونهارا على مدار أيام الأسبوع· فعلى الرغم من الاستعانة بشركات خاصة لحمل النفايات مثل مؤسسة ''بال إنات'' و''بن عبد الكريم'' التي تدفع لها مقابل ذلك مبالغ كبيرة سنويا تقدر ب 70 مليار سنتيم، إلا أن المشكل لم يحل وحمّل بذلك جزء من المسؤولية إلى المواطن الذي قال إنه يتسبب في الكارثة بسبب نقص التوعية، في حين يلقيها سكان البلدية بدورهم على عاتق السلطات المحلية التي تولي اهتماما بمشاكلهم اليومية ولا تقوم بوظائفها على أكمل وجه·