دون سابق إنذار، أقدمت الفيفا على إنهاء مهام اللاعب الدولي الجزائري السابق رابح ماجر من لجنة كرة القدم التابعة لها، بعد انضمامه إليها قبل حوالي عام ونصف وبالتحديد منذ جانفي 2012، حيث لم تتضمن التركيبة الجديدة لهذه اللجنة اسم ممثل الجزائر ماجر، والتي أعلنت عنها الفيفا مؤخرا. للتذكير، فقد شارك أسطورة كرة القدم الجزائرية في نوفمبر 2012 في جلسة عمل لهذه اللجنة تحت إشراف رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني، حيث تطرقت إلى الإنشغالات التي تمس كرة القدم وكذا العلاقات بين الأندية، الرابطات، أعضاء الكونفدراليات والفيفا. وإلى جانب الممثل الجزائري، فقد ضمت هذه اللجنة وجوها كروية معروفة على الساحة الدولية مثل الحارس الدولي السابق لمنتخب البراغواي لويس سيلافير، الدولي الإيطالي السابق ديمترو ألبيرتيني، المدرب الأرجنتيني المعروف كارلوس بيلارد واللاعب الدولي الليبيري السابق جورج ويا ورئيس الإتحادية الزامبية كالوشا بواليا وكذا عضوين في هذه اللجنة ممثلين في القيصر بيكنباور والبرازيلي بيلي. وإذا كانت الأخبار الواردة من مقر الفيفا لم تعط توضيحات وافية حول الأسباب الحقيقية التي عجلت بمغادرة ماجر لهذه اللجنة، فإن مكوثه فيها لمدة لم تتجاوز العام والنصف وتنحيته دون تقديم توضيحات، تفتح ربما الباب واسعا لكل التأويلات والتفسيرات خاصة ما تعلق باستمرار العلاقة المتوترة بين رابح ماجر وروراوة منذ أكثر من 11 سنة، إذ تذهب بعض التحاليل إلى أن تنحية ماجر من الهيئة الدولية كان وراءه رئيس الفاف روراوة الذي يشغل بالمناسبة عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا منذ 2011، وقد أرجع أصحاب هذا الطرح ذلك إلى القبضة الحديدية التي بقيت مستمرة بين الرجلين منذ عام 2002، حيث عرفت العلاقة بينهما توترا كبيرا وتدهورا منقطع النظير عندما كان يومها ماجر يشرف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، واتهم بانتقاده للطريقة التي تسير بها الفاف التي كان يرأسها روراوة من خلال حوار أجرته معه صحيفة بلجيكية استغلت فرصة وجود ماجر والمنتخب الوطني لإجراء مقابلة ودية ضد منتخب بلجيكا إنتهت بالتعادل (1 - 1)، وعلى إثر التصريحات المنسوبة إلى ماجر، قرر روراوة إقالته من منصبه رغم أن الصحيفة كذبت ما أشيع عن ماجر من تصريحات، حيث لم تكف المحاولات التي بذلت منذ ذلك الوقت لإذابة الجليد بين الرجلين وكان مآلها الفشل في ظل تمسك كل طرف بمواقفه، ومنذ ذلك الوقت لم يكف الطرفان عن التصريحات العدائية التي زادت العلاقة سوءا إلى حد بات الأمر شبه مستحيل لعودة الدفء بين الرجلين، ورغم فترات الهدنة التي ميزت العلاقة بينهما إلا أن ذلك لم يمنع كل منهما من الخروج عن صمته كلما سنحت الفرصة لذلك، وأبرزها على الإطلاق التصريحات النارية التي أطلقها ماجر قبل عام تقريبا عندما أكد أنه يملك حقائق خطيرة عن رئيس الفاف متهما إياه بتحويلها إلى ملكية خاصة. وكانت الفرصة مواتية للحاج روراوة للرد على ماجر بطريقته الخاصة عندما أغلق الباب أمامه شهر ديسمبر الماضي خلال فترة الترشيحات للانتخابات الرئاسية الخاصة بالفاف، حيث وضع شروطا تعجيزية وأقصى منافسيه من الترشح خاصة ما تعلق بضرورة أن يكون المترشح قد زاول وتقلد مهاما ومسؤوليات في المؤسسات والجمعيات الرياضية لكرة القدم خلال خمس سنوات متتالية، الشرط الذي لا يتوفر في ماجر، حيث عبر في هكذا مناسبة بأن تلك الشروط وضعت خصيصا لمنعه من الترشح وغلق الطريق أمامه للوصول إلى الفاف. وكنتيجة، واصل ماجر تهجمه على روراوة من خلال اتهامه باتباع سياسة الكواليس في تسيير الهيئة الكروية، واليوم وبعد أن تم إزاحة ماجر من منصبه بلجنة الفيفا، هل ستزداد شحنة الخلافات بين الرجلين وهل تثبت يوما فرضية أن روراوة كان وراء هذه التنحية؟!