بوابتان لمتحف الوصل: بوابة يزغرد منها المتوسط في مجمع الفستقية فينتشي دفق الماء للماء وبوابة من رقادة على الصحراء تنفتح فيتوهج عشق الرمل للرمل وجبل وسلات يعانق صخره الصخر ولا ينام وأنام على زرابي مبثوثة، أتوسّد الأسطورة و.. في المنام أهمس: هات يا أبا دمعة مفاتيح السر.. منذ صباي المندهش أدخل الأزمنة ألهث خلف روائح الماضي متشبثة ببقايا القدم أختلي في كل ركن بحكاية فتجلسني في أمسي الساحر وتسرد لي تفاصيلها "المجد". القيروان كبدي خارطتها ومفاتحها القلب. على قل يهيم القادم بأسرار الحلم ينتحي مكانا قصيا بالقلب المنفتح للمعجزة وأسير أسير بخطو الوعد ثم انهمر عناقا هناك بالمعبد المعبد: مقهى الروض حيث يتشكل دخان السجائر والنرجيلة وأهات الشعراء المحبطين وقصائد بلا مأوى رحلة نحو المدى يغطينا الثلج وصدى العلويين المارين إلى أقاصي القيروان يترنح بعبق القادمة بالذكرى كان يراقب فرحي بمحرار حيرة تجملت بها أروى القيروانية الطائرة في موكب الوداع إلى العباسي - كان يمنع المطر عني بمطر كفيه على كتفي ودون قصد يسقطني أتشبت ببيت للماغوط فأتمالك تأتي المركبة محملة بالحكاية ولأول بصر أفتح عينيّ على الرحمة أنسكب شغفا بالقادم يفوح التراب شذى إثر خطوه تقترب السماء ترقص الشمس ويتمرد القمر على الصباح ويظهر وعلى أرصفة مقاهي النصر الفاخرة نسرع بامتطاء الفكرة وبحر الانتظار بموجه يحترق يزلزل البحر أمواجه وتسونامي هنا خلاقة يرتمي الغريب بين أحضان حلمه أسبقه أخط بالرمل خرائط السجدة ويتبعني طائر الروح مشدوها بقدرته على خلق المشهد ملاذ عالي الدهشة سماء تنشر البشرى مسار بساطه فرحي وأنت.. تخلع الحجب وتقتادني إليّ يرتفع مقياس رشتر داخلي ثم براحة السكينة يمرر البعيييييييييييد سلك اللمسة فأشرق وتشرق الأماكن بنا وأسمع السعادة تتلو تمتماتها السكرى بنزار - مقهاي - مقهاك - مقهاه - ورمادا - نزل اغترابنا - تتمادى في نقش ذاكرتي كأن بي حدس للمجاعة أهبّ لتخزين كل تفاصيل الجنة جزيرة الأميرات يخطفني الفارس على عربة المستحيل يركض.. يركض بي نحو شمس تشرق من روحه وعيناه تفتحان لي قاموس الورد وكفان ساحرتان تسكبان لي عطرا فتصرخ الأميرات منذ ألف سنة كمدا أعيدونا من موتنا إلى أسرنا أعيدونا نتقاسم الدمع مطر جزيرتنا جذب الجنة بقبضة من روعته وسألني: هل تكفيك أم اسأل الرب قدرته لخلق توابع الجنة؟ في باحة القصر كل ألوان السعادة تجمّعها في نظرة تحط جبهتها على نظري أسبّح في سري: جنّتي أقرب، جنّتي أبعد مرة أخرى ألقاني على سرير الماء وتفتح الشام أبوابها لفصل آخر من المعجزة تنتشر الشظايا - غضبي - وكل فصل يحتجز سر الحكاية وأطوف بالأموي أرفل في جلباب اكتريته لغرض المجاز وأعد روحي بملاذ الماضي لوقتي المضطرب فأعتلي جبل قاسيون - قمة من هدوء - يسحبني قطار الأساطير - كان قديما جدا - من شغفي أتلو عليك أناشيد طفولتي وأتلو في سري علامات استفهام تصطف بكل نظام في فوضاها ؟ - ؟ - ؟ - ؟ - ؟ وتبتسم هناك من عرش الرفعة ياه يا أنت لن أبحث عن مخيال يفي صورة الرب، فها أنت معي. لا أذكر أني كنت أسير لا أذكر إن جسدي كان لي أذكر أن طفولتي كانت تنهال على شوارع هاربة من الحومة العربي حيث بقبع زمن لا أحد يصدح بالاعتراف بامتلاكه لا أذكر أني كنت أرتدي رأسي أو كان مفتاح الجامع الأزرق معي فقط كنت تسحبني روحا لهفى للبعث كم أحب بعثي وكونك شاسع القدرة مدينة خلقت لنا فتحت أسرارها، رسمت مساراتها، أنزلت مطر جداولها فرشت خيامها و.... خضعت تماما لنا أفتش عنك وراء الدماغ لأجلبك بلا جواز ولا تأشيرة تسترسل الألوان تغمرني تصبغني لونا مبتكرا للتردد البورصة: امتداد البعدين.. مفرق الجبلين.. بياض المعنيين.. أهو بياض الكفن يلف الأخضر والموت وعد موقوت سيتفجر ألوانا؟ تصميم الله؟ روحي الآن مبسوطة على سفح هذا الجبل تلعن كل الموت الذي سبق أنا الآتية من مدن الرمل لا أحفل بصراع البياضين في المعنى أتبع ارتفاعي حد انحناء المباني الواهمة بالرفعة الشجرة الأقدم تحضن المكان كما الأخطبوط المحلق تمد أيادي من أوائل الزمن ست مائة شموخ تتوزع على خصر العرش الملفوف بروائح القهوة المنتشرة في الأثير الجالسون مشدوهون بأحزمة الزمان مرفوعون على سماوات المدينة الساجدة البورصة ليلا مدينة تتدفق من نافذة يتشظى بلورها دونما كسر وغرفتي الرابضة بالطابق الخامس قصيدة من فيض الزمن كنت مرفوعة في عينيه ملكة وكان شعبا من شغف... علقني في الهواء ثم.. نطق بالسر.. فأسقطتني ورأيت الصخب يمر وبكل ضراوة الصمت لا أسمع هي البحيرة المهجورة المأجورة للعابر متاه للاعتقاد في الكذبة أحبولة شديدة الترف والنزف مدرار دوار خفيف يعصف بحقيبتي تتداخل أرقام الفتح، تترجم الحيرة.. كنت بين رحمته أتقلب: هل سيميتني بعدها أم سيبعثني تمد لنا أبانت من صمتها سرا ومن بحيرتها سرا نحزم أحلامنا ونمضي لا خلفنا غير البكاء. أشرب القهوة العربية على صرة المتوسط وبخور بوحديبة يدفع دعائي باتجاه الله نسيت الآن كل ادعاءاتي.. تذكرت الآن ادعاءاتي رحماك روحي بجاه سيدي بوحديبة اغفري لي.. ما بين الميناء ونزل أجياد أمشي محفوفة بروائح السمك، أستجدي الوقت عله يمتد أكثر من ال 24 ساعة المتاحة لتستوعب رغبتي في عناق بياض الدار. تحملني الحافلة على عجل إلى المطار وتكتظ أصوات السائقين الداعية إلى العودة. أهرول إلى تسجيل سفري نحو المحيط حتى لا أنثني. دهشة تستقبلني على ضفاف السان لوران ارتباك يطير بي فأرى مطعم الأسترال وهو قريب من سماء الكشف. كل المدينة تنتظر من جديد خطواتي السمراء على ثنايا ثلجها الأخضر والكيباك تحل شعرها على ضوء ال 400 ذكرى برد الصباح يلفحني فيرتعش النائمون على أرصفة النسيان. والمقرىء يبيع صوت الله بالخبز. العاشرة نواحا والطفولة تفتتح الصباح بالدمع الدمع هنا جامد لا يلتمع إلا حين ينعكس بحدقة الناظر القادم بعاطفته. السيدة زينب شاهدة والمشاهد تتالى وأهرب إلى الفيشاوي أجلس على أعقاب نجيب محفوظ يسرد لي خفايا الحكاية وأسلم كفي لأم أحمد تهندس لي همومها بالحنّاء. نسيان طفيف يغمى به عليّ والدقّ على الذاكرة يهرول بالرقص المنصة عربية العلامة - أعلام تتقن العناق - والمذيعة تخرجني من قصيدي تسأل عن كرة تائهة ما بين مصر والجزائر. راضية الشهايبي— شاعرة تونسية