على غرار كل العائلات الجزائرية، تنتظر عائلة قاواوي المقابلة التي ستجتمع منتخبنا الوطني بنظيره المصري يوم 41 نوفمبر القادم على أحر من الجمر، نظرا لأهمية هذه المواجهة الكروية بالنسبة لمناصري ''الخضر''، فالمسؤولية الملقاة على عاتق ابنها المدلل ''الوناس''، كبيرة، والدور الذي يمكن أن يلعبه في افتكاك تأشيرة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا والعودة إلى أكبر منافسة كروية دولية من بابها الواسع بعد غياب دام 24 سنة كاملة، بارز وبارز جدا·· الضغط تزايد على الشارع الرياضي الجزائري، منذ انطلاق العد التنازلي لهذه المواجهة، إلا أن ذلك لم يمنع أفراد عائلة الحارس الأول لمنتخبنا الوطني من استقبالنا بمقر إقامتهم بذراع بن خدة والرد، بكل عفوية، على أسئلتنا والكشف عن تفاصيل غير معروفة عن هذا البطل الذي أصبح قدوة ومفخرة لشعب بأكمله، بفضل انضباطه ووفائه للألوان الوطنية مع مختلف المدربين الذين تعاقبوا على المنتخبن الوطني منذ كان في فئة الآمال· الوناس لا يخيب في المناسبات الكبرى كما كان منتظرا، لم نجد أية صعوبة في الوصول إلى مقر سكن الوناس قاواوي الذي يتوسط حي ''كابر'' الهادئ، خاصة بعد استنجادنا بأحد معارفنا الذي تربطه علاقة صداقة مع أفراد عائلته، وكان محمد شقيقه الأكبر، أول من التقيناه، إستقبلنا بابتسامة عريضة بمجرد كشفنا عن هويتنا، ليلتحق بنا بعد ذلك بلحظات شقيقه الثاني رشيد الذي لم يتوان في الدخول مباشرة في الموضوع حيث شرع في الحديث عن تحضيرات حارسنا للموعد الكروي الهام، مؤكدا أن الوناس لن يخيب ظن ملايين الجزائريين، وسيكون في المستوى لأنه متعود على لعب اللقاءات الهامة·· وأن تجربته في ميادين كرة القدم ستلعب دورا هاما للوقوف في وجه المصريين، وسيعطي ثقة أكثر لدفاعنا المتماسك والذي أكد على صعوبة اختراقه منذ بداية التصفيات، مستدلا في كلامه بعدة أمثلة من اللقاءات الحاسمة التي لعبها في مشواره الكوري، سواء مع فريق شبيبة القبائل التي واجهت، في أكثر من مناسبة، عمالقة الكرة الإفريقية، حيث توج معها ثلاثة مرات متتالية بكأس الكنفديرالية الإفريقية، إضافة إلى الوجه المشرف الذي ظهر به مع منتخبنا الوطني منذ أن تم الإعتماد عليه كحارس أساسي لمنتخبنا في سنة ,2004 آخرها مقابلة زامبيا بملعب شليلابومبوي حيث تمكن من صد كل محاولات لاعبي منتخب التماسيح· نحن خائفون أكثر منه واعترف، محمد، بأن شقيقه يوجد في وضعية نفسية جيدة، وهو متفائل بالعودة بنتيجة إيجابية من القاهرة، حيث أكد أنه يتحدث، يوميا، مع الوناس عن هذه المواجهة، وقد لمس لديه رغبة شديدة في مواصلة حصد النتائج الإيجابية مع زملائه قصد إسعاد مشجعي الفريق الوطني، وأضاف ''لقد التقيت بالوناس قبل التحاقه بالتربص التحضيري بإيطاليا، وقد تفاجأت عندما طلب مني، بثقة كبيرة في النفس ومن كل أفراد العائلة، عدم التخوف من هذه المواجهة، لأن الجزائر تضم في تشكيلتها عناصر قادرة على الصمود وتجاوز كل العقبات''·· لكن هذا الكلام لم يمنع محمد، على غرار كل الشعب الجزائري، من الشعور بضغط شديد مع اقتراب موعد المواجهة التي يتمنى أن يكون بداية لنهاية مسلسل غياب الجزائر عن المواعيد الرياضية الكبيرة وللنتائج السلبية التي طاردت منتخبنا منذ كأس إفريقيا .1992 وبخصوص حارسنا ''الأمين'' قبل هذه المواجهة الحاسمة، أكد رشيد أن الوناس لا يريد استباق الأحداث حيث كان يزور مسكنه العائلي كل ما أتيحت له الفرصة ويفضل قضاء وقت فراغه مع العائلة والعزف على آلة القيثارة بغرفته، والإستماع لأغاني مطربه المفضل، الفنان الراحل معطوب الوناس، موضحا أن الإنتقادات الأخيرة التي أطلقها عدد من المختصين والمحللين الرياضيين المصريين، ما هي إلا محاولة يائسة للتأثير عليه، نظرا للخبرة التي يتمتع بها والتي تسمح له بلعب هذه المواجهة بكل ارتياح· إن شاء الله ستكون ''دعاوي'' الوالدة مستجابة أجمع كل الذين التقيناهم خلال تنقلنا إلى مدينة ذراع بن خدة على أن نقطة قوة الوناس قاواوي تكمن في سلوكه المثالي وصرامته في العمل وبساطته سواء داخل أو خارج الميدان، منذ أن كان لاعبا في الفئات الصغرى لفريق بلدية ذراع بن خدة، وهو لا يفوت أية فرصة لزيارة العائلة، سواء عندما كان حارسا لاتحاد عنابة أو وداد تلمسان أو جمعية الشلف، حيث لا يشكل بعد المسافة عائقا بالنسبة له للإستمتاع بالأجواء العائلية والحديث مع والدته التي لا تتوقف عن الدعاء له بالخير والتوفيق والعودة بتأشيرة التأهل من القاهرة ومواصلة التألق في مسيرته الكروية الحافلة بالألقاب والتتويجات· عائلة رياضية·· والوناس بدأ مشواره كلاعب في كرة الطاولة ما يجهله الكثيرون، هو أن الوناس ترعرع وسط عائلة تضم عدة رياضيين من بينهم رشيد الذي يلعب، حاليا، في صفوف فريق شبيبة القبائل لكرة اليد، إلى جانب أخته التي تحصلت على عدة ألقاب وطنية في ألعاب القوى، فقد بدأ لوناس مشواره الرياضي كلاعب في كرة الطاولة قبل أن يتحول إلى رياضة ألعاب القوى وبعدها إلى كرة القدم، بعد نجاحه في التجارب مع فريق ذراع بن خدة الذي تدرج في مختلف فئاته لينتقل إلى فريق شبيبة القبائل التي تحصل معها على عدة ألقاب وطنية وقارية، والتي غادرها دون إثارة أي مشكل بعد تعرضه إلى التهميش حيث وضع على كرسي الإحتياط، بالرغم من أنه كان الحارس الأول للمنتخب الوطني· وحسب محمد، فإن الحارس الحالي لأولمبي الشلف لقي دعم كبيرا من طرف رابح سعدان الذي ظل متمسكا به حتى في أصعب الأوقات، وهو الموقف الذي شجعه على بذل جهود كبيرة ليكون عند حسن ظن الناخب الوطني وكل المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه والذين لم يتوقفوا، يوما، عن مساندته بالنظر أخلاقه الحميدة وسلوكه المثالي·