كل التأويلات كانت ممكنة قبل حضوركم اليوم بالجزائر لهذه المناسبة، كانت مشاركتكم مشكوك في تحقيقها؟ بل كل الخوف ألا نكون ضمن المشاركين في مهرجان الجزائر، ومن الصعب أن نغيب عنه، وهذا ما لم نضعه في حسباننا أبدا، وعملنا على تحقيقه بعد أن أكدنا المشاركة فور وصول الدعوة إلينا. صحيح أن الظروف في سوريا حاليا صعبة للغاية، إلا أننا نعمل لنتغلب على الظروف، إيمانا منا بأن القوة في إصرارنا على حضور مختلف الفعاليات. أعتقد أن هذا دور الموسيقى، إنها تجمع بين الناس باختلاف مشاربهم وأفكارهم، يتعايشون مع بعضهم ويسعون لنبذ الحرب والقتل. كيف خرجتم من سوريا؟ لم يكن الأمر سهلا، لكن رتبت لنا الأمور لنخرج عن طريق مطار بيروت اتجاه الجزائر. من سهل لكم المهمة؟ أولا أشكر السلطات الجزائرية التي سهلت لنا كل الأمور، فقد تكفلت بتكاليف سفرنا وتنقلنا من أوله إلى آخره، وكما نقول نحن (من الباب للباب) يعني هي حسبت تكاليف سفرنا من نقطة مغادرة دمشق إلى غاية عودتنا إليها لاحقا. ماذا عن وزارة الثقافة السورية؟ الحكومة السورية من جهتها ضمنت لنا عبور الحدود، كما نحن الآن في مهمة رسمية من وزارة الثقافة السورية. كيف تعمل الأوركسترا الوطنية في ظروف الحرب واللاستقرار حاليا؟ كأعضاء الأوركسترا نواصل العمل بشكل طبيعي، بحيث نجتمع كلنا ونشتغل على ما يوجد في أجندتنا، من جولات أو مشاريع. علما أننا اشتغلنا هذا العام على مواضيع جديدة تضاف إلى ريبرتوارنا. حاليا نشارك في حفلات ذات طابع اجتماعي أكثر منه ثقافي، تخص الفائدة العامة للأفراد، كما كان الحال مؤخرا في حفل كان الدخول مقابل قطع ملابس بدل المال، توزع لصالح اللاجئين الذين اضطروا لمغاردة سوريا لظروف الحرب. هل تأثرت الأوركسترا بالاختلافات السياسية والطائفية؟ لا أبدا، لأن هذه الاختلافات ضخمتها وسائل الإعلام ومنحتها بعدا مخيفا وغير حقيقي على أرض الواقع. فنحن نعيش بتباين دياناتنا وجماعاتنا بشكل عادي. الطائفية في سوريا هي موزاييك واحدة بحجارة مختلف وجميلة جدا. الأوركسترا تجمع كل الألوان وهي تمثل المجتمع السوري ونعزف موسيقى واحدة، لأجل أرض واحدة هي سوريا. الدمار عم التراث السوري وذاكرته المادية وغير المادية، كيف تتلقى مشاهد الاندثار هذه كفنان معني بالرصيد الثقافي والفني لبلده؟ ألم كبير أن نفقد يوميا أثرنا على الرض، آثار الماضي أو تلك التي بنيناها في الحاضر، أتمنى أن يتوقف الدمار سريعا لنعيد إنقاذ ما يمكن، لكن نبقى مكتوفي الأيدي أمام الحملات العسكرية التي تمسح كل شيء في طريقها.