أكدت الحركة التقويمية لحزب جبهة التحرير الوطني أن التصريحات الخاصة بمعالجة الأزمة الحزبية التي شلت الحزب شللا كاملا، منها المصالحة داخل صفوف الحزب ووحدته، تبقى في نظر مسؤولي الحركة أقوالا تنتظر الأفعال، وأن تحديد محتواها يجب أن يكون تتويجا لحوار ديمقراطي شفاف لا إقصاء فيه ينتهي إلى وضع برنامج عمل للمراحل القادمة من شأنه أن يعيد للحزب هيبته ويمكنه من تجاوز أزمته، ومواجهة التحديات على المدى المنظور، منوهة في الوقت ذاته بأن استبدال شخص بشخص في أي موقع دون معالجة مسببات الأزمة والقضاء عليها لن يكون في أي حال من الأحوال حلا يليق بسمعة الحزب ولا يتجاوب مع تطلعات المناضلين. ونبه بيان الحركة المتوج لأشغال الاجتماع الذي ضم منسقي الحركة عبر الولايات، المنعقد بمقرها بدرارية بالعاصمة، أمس، إلى أن هذه المصالحة التي يجب أن تتم داخل صفوف الحزب ومعالجة أزمته لن تتأتى بانتهاج أساليب الترهيب المبنية على الفرز القسري واستعمال المساومة والمزايدة كلما تعلق الأمر باختلاف الرأي، مستدلا بعبارة إن لم تكن معي فأنت ضد الرئيس. وأشار البيان الذي تسلمت "الجزائر نيوز" نسخة منه، أمس، والموقع من قبل منسق الحركة عبد الكريم عبادة، إلى أن المجتمعين يؤكدون بأن النضال من أجل القضاء على عوامل الأزمة التي تعصف بالحزب وتجسيد الأهداف المعلن عنها سابقا يجب أن يظل مستمرا، وأن تكون وحدة الحزب وريادته وقوته ومصداقيته وشعبيته الغايات التي توجهنا. ووجهت الحركة في بيانها نداء تحت اسم النداء الجبهوي موجه إلى مناضلي الحزب، وفي مقدمتهم أعضاء اللجنة المركزية بتوحيد جهودهم وتحمل مسؤولياتهم في استرجاع الحزب لمناضليه والرد بقوة على جميع المحاولات الخفية منها والظاهرة التي تريد خنق صوته واطفاء شعلته وحجز رسالته والحجر عليه في المتحف، مذكرة في الوقت ذاته بمساهمة الحركة في الاصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية، وأهابت بالحزب وكل القوى السياسية في أن توحد جهودها خلال هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد من أجل تأمين المستقبل السياسي للجزائر في اطار الاحترام الكامل للدستور. ولم تفوت الحركة الفرصة لتشيد بما أسمته تضحيات المناضلين وجهودهم الخيرة طيلة سنوات من أجل تأصيل الحزب وتقويمه واسترجاعه لمناضليه، بغرض مواصلة رسالته النوفمبرية، كما سجلت وثمنت جهود حركة التقويم والتأصيل التي مكنت المناضلين من إدراك عمق الأزمة التي نخرت ولازالت تنخر الحزب وتقييم مدى خطورتها على مصيره، وأن الأمر لم يكن ظرفيا ولا مناسباتيا ولا مصلحيا، على حد تعبير منسق الحركة.