أبرز العلامات السينمائية العالمية ستكون حاضرة في الدورة السابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي والتي ستوفر فرصة ثمينة للجيل الجديد ليشاهد كلاسيكيات السينما على الشاشة الفضية وعبر برنامجين خاصين. "الاحتفال بالسينما الهندية" يأتي ضمن برنامج خاص سيتوقف عند أبرز أسماء صناعها ويعرض أفلاما حازت على الثناء والإعجاب خلال المئوية الأولى لانطلاق السينما الهندية والتي اعتبرت بطريقة أو بأخرى علامات فارقة في مسيرتها . سنشاهد مختارات من أعمال غورو دوت، أحد أهم أعمدة السينما الهندية على مدى تاريخها، والذي اعتبره البعض "أورسون ويلز" الهند. وبعد وفاته لقب ب "معبود النهار"، وقد اختارت مجلة التايم في العام (2005) عملين من أعماله من بين أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما. وسيعرض مهرجان أبوظبي السينمائي شريطه المهم "الظمأ" (1957) الذي أنتجه ومثل فيه فضلا عن إخراجه، وفيه يحكي قصة شاعر يبحث عن الاعتراف به إبان مرحلة ما بعد استقلال الهند. وضمن هذا البرنامج سيعرض المهرجان "سوبرنا ريكها (خيط الذهب)" (1965) لريتوييك غهاتاك الذي أدرج نقديا ضمن تيار الواقعية الجديدة، وقد حاز المرتبة الحادية عشرة ضمن استفتاء للنقاد السينمائيين أجرته مجلة "سينمايا". وعلى الرغم من شهرته المتواضعة عند وفاته، كان لأسلوبه الأثر الواضح على عدد من المخرجين كما في حالة تلميذه المخرج ماني كول، الذي سيعرض له المهرجان شريط "حيرة (في عقلين)" (1973). كذلك، يقدم البرنامج الفيلم البارز "الرياح الحارقة" (1974) للمخرج م. س. ساتو المرشح لجوائز الأوسكار، والذي يرجع إليه الفضل في ريادة الموجة الجديدة في السينما الهندية ويحكي فيه قصة عائلة مسلمة بعد تقسيم الهند. إلى الاحتفالية بمئوية السينما الهندية، يقدم المهرجان برنامجا خاصا بالأفلام الكلاسيكية المرممة في "شذرات الزمن: أيقونات كلاسيكية " والذي يخاطب كل الأجيال والفئات العمرية في البرنامج فيلم لفريد هيتشكوك "أطلب الرمز ميم للقتل" (1954) الذي صوره قبل هذا التاريخ بعام واحد وبصيغة الأبعاد الثلاثية التي لم تكن سائدة آنذاك، ولم تنتشر إلا بعد ذلك بعدة عقود. هذا وسيحتفي عشاق أفلام "الوسترن" بالاستمتاع بفرصة مشاهدة النسخة الرقمية المرممة الكاملة لفيلم سيرجيو ليوني "حدث ذات مرة في الغرب" (1968) على الشاشة الكبيرة، وبمصاحبة الموسيقى التصويرية الشهيرة لإنيو موريكوني بصيغتها الرقمية المجسمة. ومثلما اعتبر هذا الشريط على نطاق واسع واحدا من أعظم أفلام "الويسترن" على مدى التاريخ، فإنه أعاد الاعتبار لأهمية هذا النوع من السينما. بينما سيستمتع الرومنسيون بالفيلم الموسيقي، "مظلات شيربور" لجاك ديمي (1964)، من بطولة كاترين دونوف، وشريط بلايك إدواردز "إفطار في تيفاني" (1961) مع أودري هيبورن في دورها الأيقوني "هولي غولايتلي". ويحتفى البرنامج بالسينما البريطانية الكلاسيكية من خلال رائعة المخرجين مايكل بويل وإمريك بريسبورغر، "الحذاء الأحمر" (1948)، الذي استغرقت عمليات ترميمه أكثر من عامين. الفيلم اقتبست أجواؤه من حكاية خرافية لهانس كريستيان أندرسون حول صعود نجم راقصة بالية. أثر الفيلم في أجيال عديدة من محبي السينما من خلال الأداء الرائع وجماليات الصورة. وضمن البرنامج عينه، سيكون جمهور المهرجان باختلاف فئاته العمرية، على موعد مع فانتازيا المغامرة، "لص بغداد" (1940)، الذي تعاون على إخراجه ثلاثة مخرجين هم: لودفيغ بيرغر، مايكل باولوتيم ويلن يعد هذا الفيلم علامة فارقة في هذا النوع أفلام الخيال والمغامرة، بما يجعل النسخة المرممة حديثا تحية لملكة الخيال. تعليقا على البرنامج، يقول علي الجابري مدير المهرجان: "هذه الأفلام الكلاسيكية والمرممة تغني برنامج المهرجان وتلفت الانتباه إلى تاريخ الفن السينمائي، نحن فخورون بتقديم هذه الأفلام البارزة التي تشع من جديد بفضل عمليات الترميم الرائعة التي تظهرها أحيانا بأفضل مما كانت عليه في الأصل هذان البرنامجان الخاصان بأفلامهما التاريخية هما فرصة حقيقية لكل الجمهور ليكشتف أو يعيد اكتشاف أفلام كبيرة وخالدة. ولهم أن يكتشفوا بأنفسهم كيف أن رواة الحكايات الكبار قادرون على تجاوز الزمن بحكاياتهم التي تخاطب قلوبنا وعقولنا اليوم. "