ظهرت بإقليم الزيبان الشرقية (ولاية بسكرة) بؤر من "الجراد النطاط" حسب ما لوحظ أول أمس الأحد، الأمر الذي أثار مخاوف الفلاحين بالمنطقة من عواقبه السلبية، وصنفته محطة وقاية النباتات بالولاية أنه حشرة منحدرة من البيئة المحلية ولا يرتقي بأي حال إلى درجة موجات غزو الجراد ذات الآثار الكارثية. وتم في هذا السياق رصد أسراب من هذه الحشرة متواجدة بكثافة عبر حقول شاسعة مزروعة بالحبوب وكذا مسارات رعوية بها قطعان من المواشي بالمكان المسمى"الوطن" التابع لبلدية الفيض (نحو 98 كلم جنوب شرق بسكرة). كما تم تسجيل بؤر مماثلة لهذه الآفة بالإمكان معاينة مواقعها زيادة على منطقة "الوطن" عبر عديد النقاط أيضا بإقليم الزيبان الشرقية على غرار "الولاجة" و«عرف الشيخ" و«لفحل" و«تنومة" و«زريبة حامد" وفقا لما أفاد به رئيس المجلس الشعبي لبلدية الفيض عمار عيساوي. واستناد إلى أحد الفلاحين الناشطين بمنطقة "الوطن" الريفية، بشير مقراني، فإن هذه الحشرة برزت بصفة فجائية داخل حقله المزروع بالقمح وتتكاثر بأعداد مقلقلة على حد قوله، مشيرا إلى أنها ألحقت ضررا مباشرا بالنبات الذي دمرته بصورة جلية للعيان. ويعتبر "الجراد النطاط" حشرة تعيش في البيئة المحلية ذات طول لا يتعدى 2 سنتيمتر باستطاعتها في حالة تواجدها بأعداد هائلة في منطقة معينة التأثير سلبا على الغطاء النباتي الهش" مثلما أوضحه مدير محطة وقاية النباتات ببسكرة سليمان ناجي. وأبرز أن الغطاء النباتي الهش بالنسبة لهذه الحالة يتمثل في نبات الزرع الذي ما تزال ساقه في مرحلة ضعيفة بحيث تتمكن الحشرة من مهاجمتها وقطعها بكل سهولة وبالتالي تعريض النبات للتلف. ولمواجهة الوضعية سخرت المحطة مثلما ورد على لسان مسؤولها الأول شاحنة مهيأة وطاقما من التقنيين لتنفيذ عمليات موضعية بالتنسيق مع المصالح الفلاحية تخص رش الأماكن المتضررة بمبيدات كيماوية ملائمة. وشدد على أهمية انخراط الفلاحين في العملية من خلال استعمال آلات الرش المحمولة على الظهر ذات الفعالية في المكافحة بالأماكن التي بها مسالك صعبة. وفيما يتعلق بالنتائج السلبية المحتملة للمعالجة الكيماوية على الثروة الحيوانية أعرب بعض مربي المواشي بالمنطقة عن تخوفهم الكبير من ضمنهم، حمزة ريغي، الذي ناشد المعنيين بالأمر عدم الرعي بالمناطق التي خضعت للمعالجة لفترة زمنية لا تقل عن أسبوع واحد حتى يتسنى تفادي كل الأعراض غير المرغوبة على الصحة الحيوانية. وبعد أن أكد بصفة قطعية أن هذه الحشرة التي انتشرت بالمنطقة ليست من صنف "الجراد الحجازي" وحتى صنف "الجراد الزاحف" كونهما من الحشرات التي تشكل مصدر إزعاج نظرا لعواقبهما الوخيمة على المحاصيل وبالتالي على الاقتصاد الوطني، لفت الانتباه إلى أن "الجراد النطاط" مألوف لدى فلاحي الجهة لكن حالة القلق التي انتابت هؤلاء المهنيين سببها وجوده بأعداد كبيرة وتهديده للغطاء النباتي الهش في هذا الموسم. ولعبت العوامل المناخية متمثلة في الجفاف والحرارة المرتفعة السائدة حاليا بالإقليم دورا جليا في تكاثر" الجراد النطاط" بأعداد غير تقليدية في فصل الخريف ذلك أن استمرار ندرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة حتى هذا الفصل ساعد على فقص البيض بكميات ضخمة وتحول اليرقات إلى حشرة مكتملة النمو وفقا لنفس المصدر الذي أضاف بأن تلاشي الحشرة سيكون ثمرة العلاج الكيماوي وأيضا في حالة تساقط الأمطار وبرودة الطقس بالمنطقة.