كشف عبد المالك سلال، الوزير الاول، لدى إشرافه على افتتاح الصالون الدولي ال 18 للكتاب، أمس الأربعاء، أنه بصدد البحث عن طريقة لإدراج الكتاب في قائمة السلع المدعمة من قبل صندوق دعم الصادرات. وقال المسؤول إن قانون الكتاب في مرحلته الأخيرة، سيعطي دفعا قويا لهذه الصناعة، وسينعش التنمية المحلية من الشمال إلى الجنوب. الكتاب الجزائري، حسب عبد المالك سلال، بحاجة إلى الاطلاع على التجارب الناجحة في مجال النشر دوليا.. هذا ما حاول إظهاره لدى تجوله بين أجنحة المعرض الدولي للكتاب بقصر المعارض، وحواره مع العارضين العرب والأجانب، من مصر ولبنان والسعودية، ناهيك عن فرنسا وسويسرا. وقد طلب في جناح "هاشيت"، على سبيل المثال، أن تفكر دور النشر الفرنسية في إنشاء تعاونيات هنا بالجزائر لتشجيع النشر المشترك، وتخفيض سعر الكتاب المستورد الذي مازال يفوق المائتي دج. وقد أثار ممثل "هاشيت" المشاكل الجمة التي تواجهه داره وأمثالها عند الوصول إلى مرحلة التعامل مع البنك.. وهو الإشكال الذي قال بشأنه الوزير الأول "سيحل لا محالة بعد أن تصادق الحكومة على قانون الكتاب، هذا الأخير هو في مرحلة الروتوشات النهائية قبل عرضه على الجهات المعنية، لاعتماده رسميا. القانون الجديد سيسهل العمل في المجال بفتح مكتبات في كامل التراب الوطني، بتخفيض الأسعار في كل التراب الوطني مهما اختلفت المسافات والمناطق"، ويضيف: "سنرغم الجماعات المحلية على شراء الكتب من المكتبات العمومية التي سينشئها أصحابها في ولاياتهم وبلدياتهم.. لقد ولى عهد مركزية الاقتناء من العاصمة فقط". انتقل سلال، رفقة وزيرة الثقافة خليدة تومي، بين أكثر من عشرة أجنحة بالجناحين المركزي والثانوي.. طواف لم يخل من خرجات سلال الساخرة والتعليقات الجانبية التي أضحكت البعض. ولكنه سجل ملاحظات متتالية كلما أثير أمامه إشكال، بما في ذلك حول الكتاب العلمي، حيث قال بجناح ديوان المنشورات الجامعية: "من الضروري أن تطلعوا على تجربة الدول المتقدمة في مجال الكتاب العلمي". وعند "أوديف 2000" صرح: "نحن بحاجة إلى قاموس جزائري". وفيما نوه بجهود مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، جدد عند "البرزخ" الأفق الواعد الذي سيفتحه قانون الكتاب: "ستنتقل الأمور إلى سرعة قصوى"، مضيفا: "سيكون الكتاب حاضرا في مكان، الجزائر، وهران، تمنراست، تلمسان.. لا مبرر لغياب المكتبات هناك". أما عند "داليمان" فأطلق يقول: "حاولوا إصدار مزيد من الكتب التي تروج للتراث الجزائري.. لابد لكتابنا أن يخرج إلى العالم". وعند دار الهدى، أعلن: "سأزوركم في غضون الثلاثة أسابيع المقبلة، وأفتح معكم كل الملفات التي تشغلكم بما فيها موضوع الكتاب"، ويؤكد: "وصلنا مرحلة يجب أن نتحكم في سوق الكتاب داخليا وخارجيا لما له من دور في إبراز الإبداع الجزائري"، وعليه قرر سلال: "ثمة صندوق دعم السلع المصدرة إلا أنها لا تعد الكتاب واحدا من السلع المعنية بالمساعدة، لهذا نحن في تشاور مع وزير التجارة لندرج الكتاب ضمن قائمة هذه السلع". وبين رفوف الكتب العربية المشاركة في هذه الطبعة، اغتنم سلال الفرصة لتسجيل بعض المواقف السياسية للجزائر حيال مصر مثلا، حيث قال في حديثه مع محمد رشاد، مدير الدار المصرية اللبنانية: "مصر ستبقى واقفة وما حدث عندكم مجرد سحابة عابرة". أما في الجناح العراقي، فتساءل: "كيف أحوال الكتاب عندكم، هل مازال كما عهدناه في عراق يكتب ويطبع ويقرأ؟". وفي جناح المملكة السعودية استمع إلى آخر المعلومات بخصوص ترجمة القرآن الكريم إلى 100 لغة لحد الآن، آخرها الكردية، وقبلها الأمازيغية برعاية جزائرية كاملة.